أزمات في حياة نانسي بيلوسى: آخرها القبض على زوجها مخمورًا
اعتادت رئيسة مجلس النواب الأمريكي، نانسي بيلوسي، إثارة الجدل بتصرفاتها وحماسها المبالغ فيه، فتارة تصر على زيارة تايوان لتثير غضب الصين، وتارة تحتضن يدها من فرط السعادة بحديث الرئيس الأمريكي جو بايدن، وتارة أخرى تمزق خطاب الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.
فالسياسية الأمريكية البارزة قادرة دوما على أن تحتل الأكثر تداولا بين صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، وتصبح مادة إعلامية ثرية للبرامج التليفزيونية، الدستور يرصد أبرز محطات إثارة نانسي بيلوسي للجدل.
نانسي بيلوسي ودونالد ترامب
تاريخ طويل من السجال السياسي بين ترامب وبيلوسي، وصل إلى انتقاد زيارتها إلى تايوان، في الوقت الذي دعم فيه الجمهوريون الوفد الديمقراطي برئاسة نانسي بيلوسي الذي زار تايوان.
وحذر الرئيس السابق دونالد ترامب من أن الولايات المتحدة تسعى دون داع إلى "المتاعب" بسبب هذه الزيارة.
وكتب ترامب على موقع Truth Social: "لماذا تتواجد نانسي بيلوسي المجنونة في تايوان. إنها تسبب دائماً بالمتاعب. لا تفعل أي شيء جيد".
على مدى 4 أعوام، تولى خلالها ترامب رئاسة امريكا، لم تخمد الخلافات بينه وبين رئيسة مجلس النواب الديمقراطية، ليكونا خير مثال للاختلاف بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي في الولايات المتحدة، وتجذب تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ورئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي المثيرة للجدل رواد مواقع التواصل الاجتماعي في المقام الأول.
فمن بين أبرز الجولات بينهما كانت في أبريل 2020 بعد تفشي وباء كورونا، بسبب المدينة الصينية بسان فرانسيسكو، في ظل أزمة كورونا الطاحنة التي تشهدها البلاد، حيث هاجم ترامب، بيلوسي، عبر حسابه الرسمي بموقع "تويتر"، بسبب دعوتها منذ عدة أسابيع لزيارة تلك المدينة في الولاية الأمريكية رغم تفشي فيروس كورونا، واصفا إياها بالمجنونة.
ونشر ترامب مقطع فيديو يوثق تصريحات بيلوسي يوم 24 فبراير تقول فيها إن الوجود في "المدينة الصينية" أمر آمن نظرا للإجراءات الاحترازية التي جرى اتخاذها، ليعلق بقوله: "نانسي بيلوسي المجنونة حذفت هذا المقطع من حسابها على تويتر، أرادت أن يحتشد الجميع في المدينة الصينية بعد أن أغلقت الحدود مع الصين".
وكان ذلك قبل دعوة بيلوسي لعزل ترامب من منصبه على خلفية إصابته بفيروس كورونا، حيث أعلنت أنها ستقدّم، مشروع قانون بالتعاون مع النائب الديمقراطي عن ولاية ميرلاند، جيمي راسكين، لتشكيل لجنة للتحقيق في قدرة ترامب على قيادة الولايات المتحدة، مضيفة في بيانها أن مشروع القانون من شأنه أن "ينشئ لجنة بشأن قدرة الرئيس على ممارسة المهام المرتبطة بمنصبه"، وفق "فرانس برس".
وتفاقم الوضع بين الطرفين مرات عدة، لا سيما بعد أن قادت رئيسة مجلس النواب حملة المطالبات لعزل الرئيس الأمريكي وإخضاعه للمحاكمة منذ نهاية عام 2019، مستندة إلى فقرتين هما "إساءة استخدام النفوذ" و"عرقلة عمل الكونجرس"، قبل أن يبرئه منها مجلس الشيوخ.
كما برزت تلك الخلافات الحادة والصراع اللفظي المتبادل، بعدما تجاهل ترامب مصافحة بيلوسي، في مطلع فبراير 2020، قبيل إلقائه خطابا لموضوعات الأمن القومي ومكافحة الإرهاب، والمعروف بالبلاد باسم خطاب "حالة الاتحاد" السنوي، الذي يتضمن ما اعتبره بإنجازات كبيرة حققتها إدارته، لترد زعيمة الديمقراطيون سريعا بتمزيق خطابه علنا، أمام الكاميرات، وهو ما أرجعته إلى كونها لم تجد فيها صفحة "لا تضم كذبة، فهو خطاب قذر"، على حد وصفها.
تاريخ مضطرب مع الصين
ليست المرّة الأولى التي تثير نانسي بيلوسي غضب الصين، فلدى رئيسة مجلس النواب الأميركي التي زارت الثلاثاء والأربعاء تاريخ مضطرب مع بكين.
سبق أن أثارت بيلوسي غضب بكين عام 1991، عندما زارت ساحة تيانانمن بعد عامين من قمع التظاهرات المؤيّدة للديموقراطية.
وتوجّهت بيلوسي إلى الساحة آنذاك برفقة عضوين في البرلمان، بدون الحصول على إذن ورفعت لافتة سوداء تكريمًا للمتظاهرين الذين قُتلوا جراء القمع، كُتب عليها بالأبيض "إلى الذين قُتلوا من أجل الديموقراطية في الصين"، ما أثار صدمة السلطات الصينية.
وتُظهر المشاهد التي التُقطت آنذاك عناصر من الشرطة مذهولين يتدخلون. وطبعت الصورة الأذهان.
ووصفت أيضًا المتظاهرين المؤيدين للديموقراطية في هونغ كونغ بـ"الأبطال" وندّدت بشدة بالقمع الذي يتعرض له أفراد أقلية الأويغور في الصين.
القبض على زوج نانسي بيلوسي
وفي مايو الماضي، أعلن مسؤولو إنفاذ القانون القبض على زوج نانسي بيلوسي، بتهمة القيادة تحت تأثير الكحول بعد تورطه في حادث تصادم.
وبحسب شبكة «سي إن إن» الأميركية، فقد وقع الحادث بشارع «ستيت روت 29» بكاليفورنيا، عندما اصطدمت سيارة بول بيلوسي (82 عاماً)، من طراز «بورش 2021»، بسيارة من طراز «جيب 2014».
ومن جهته، قال درو هاميل، المتحدث باسم نانسي بيلوسي في بيان إنها لن تعلق على هذه المسألة الخاصة.
التصفيق الحار لبايدن
أثارت بيلوسي، سخرية واسعة بين رواد مواقع التواصل العالمية حين ظهرت في مقطع فيديو وهي تضم قبضتيها معا كما لو أنها كانت متحمسة بشكل مبالغ فيه، أو تنوي البدء بالتصفيق قبل أن تبدأ بفركهما معا وهي تهم بالوقوف، خلال حديث الرئيس الأمريكي عما واجهه الجنود الأمريكيون من المخاطر العديدة ا في أفغانستان.
وُلدت نانسي داليساندرو وهي أمّ لخمسة أبناء، في 26 مارس 1940 في بالتيمور في عائلة إيطالية أميركية كاثوليكية. صعدت مراتب الحزب الديموقراطي وانتُخبت نائبة للمرة الأولى عندما كان عمرها 47 عامًا.
وقالت ذات يومًا لمجلة Elle، "لا أشعر أنني مكروهة بالضرورة. أشعر أنني أحظى بالاحترام. لم أكن لأتعرّض لانتقادات لو لم أكن مؤثرة".