فضل التوبة في يوم عاشوراء.. «إن استطعت أن لا يمر بك إلا وأنت صائم فافعل»
يعد يوم عاشوراء من الأيام المستحب صيامها في العام، فينال العبد ثوابا كبيرا، فصيامه سنة عن النبي صلى الله عليه وسلم، حيث ورد عن ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَدِمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المَدِينَةَ فَرَأَى اليَهُودَ تَصُومُ يَوْمَ عَاشُورَاءَ، فَقَالَ: «مَا هَذَا؟»، قَالُوا: هَذَا يَوْمٌ صَالِحٌ، هَذَا يَوْمٌ نَجَّى اللهُ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ عَدُوِّهِمْ، فَصَامَهُ مُوسَى، قَالَ: «فَأَنَا أَحَقُّ بِمُوسَى مِنْكُمْ»، فَصَامَهُ، وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ، وما ورد عن السيدة عائشة رضي الله عنها: «أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصوم عاشوراء».
التوبة في يوم عاشوراء
وفي يوم عاشوراء، يسعى العديد من العباد إلى التوبة عن ذنوبهم التي ارتكبوها، والكبائر منها، وأوضحت دار الإفتاء المصرية في إحدى فتواها عبر موقعها الرسمي على الانترنت، أن الحنفاء كانوا يحثون أهل الجاهلية على التوبة عن ذنوبهم في هذا اليوم الكريم، خاصة الكبائر منها، مشيرة إلى ما ورد عن دَلْهَمِ بن صالح الكِنْدي قال: سألتُ عكرمة عن صوم يوم عاشوراء؛ ما أمرُه؟ قال: «أذنَبَتْ قريشٌ ذنبًا في الجاهلية، فعَظُمَ في صدورهم، فسألوا: ما تبرئتهم منه؟ قالوا: صوم يوم عاشوراء؛ يوم عشر من المحرم» أخرجه أبو بكر الباغندي [ت283هـ] في «أماليه».
التوبة في يوم عاشوراء عند الجاهلية
ولفتت دار الإفتاء في فتواها إلى ما ورد عن الأسود بن يزيد قال: سألتُ عُبَيْدَ بن عُمَيرٍ عن صوم عاشوراء، فقال: «إنَّ قومًا أذنبوا فتابوا فيه فتيب عليهم، فإن استطعت أن لا يمر بك إلا وأنت صائمٌ فافعل» أخرجه الإمام ابن جرير الطبري في «تهذيب الآثار».
مراتب صيام يوم عاشوراء
ويذكر أن فضل صيام يوم عاشوراء ورد فيه قول النبي صلى الله عليه وسلم كما رواه مسلم «يكفر السنة الماضية»، ولصيام هذا اليوم مراتب مختلفة، حيث قال الإمام ابن القيم رحمه الله: «مراتب صومه ثلاث، أكملها أن يصام قبله يوم وبعده يوم، ويلي ذلك أن يصام التاسع والعاشر، وعليه أكثر الأحاديث، ويلي ذلك إفراد العاشر وحده بالصوم».