براءة الأطفال كشفت جريمة: ”من ثقب الباب شفنا أختى سارة بتخنق بابا بالمخدة”
أي فتاة هذه التي تجردت من كل مشاعر الإنسانية والاحاسيس الابوية الفطرية، وحل محلها الطمع والجشع، ورغبتها في الاستيلاء على أموال والدها المسكين المسن؛قادها شيطانها وتفكيرها الخبيث «الملعون» إلى قتله، الغريب في هذه الواقعة انها فتاة صغيرة السن، فمن اين أتت بكل هذا الجبروت فضلا عن أن البنات بطبيعتهن أكثر حبًا وتعلقًا بالأب وحنانا وشفقة عليه، على اعتبار أن الاب هو الدرع الواقي ونور الحياة لأي فتاة خاصة في كبره، ولكن في هذه الواقعة التي امامنا وشهدت أحداثها منطقة كفر العلو بحلوان، كانت استثناءً على القاعدة، ارتكبتها فتاة 16 سنة، بدم بارد قتلت والدها بفكرة شيطانية، دست له قرص المخدر، داخل طعامه وشرابه حتي شعر بحالة إعياء شديدة وغاب بعدها عن الوعي،قيدته وكبلت يديه وقدميه وكتمت أنفاسه بالوسادة،حتى لفظ أنفاسه الأخيرة على يديها، يا لجبروتها، العجيب انه اثناء تنفيذها هذا الفعل الإجرامي وتلك اللحظات القاسية، لم تهتز أو ترتجف أو ينفطر قلبها من فعلها المشين فيما من كان السبب في وجودها في هذه الدنيا، ثم جاء من يكمل معها مخططها الإجرامي، ظنًا من الاثنين أن جريمتهما لن يكشف سترها رجال المباحث، اسئلة كثيرة دارت في خلدنا ونحن ذاهبون إلى مسرح الجريمة؛ أي دافع يدفعها لارتكاب هذه الجريمة؟!، وماذا فعلت بالجثة مع شريكها في الجريمة؟!، وكيف سارت الأمور بعد ذلك؟!، هذا ما سوف تكشفه السطور التالية.
المؤكد في البداية وهذا إحقاقًا للحق والحقيقة وعلى عكس ما ذكرته بعض المواقع، أن المجني عليه كان قاسي القلب ويتحرش بها باستمرار؛ بل هي فرية نسجها خيال مجرم ولا نقول مريض، ظنت معها أن هذا سيجعلها تفلت من جريمتها، والآن كيف كانت البداية؟!
رغم ما سمعته من أقوال بعض شهود عيان الواقعة، إلا أنه لازلت أقول مرتكبي هذه الجرائم حالات غربية وفردية ودخيلة على طبيعة مجتمعنا، فنحن أمام قلب أكثر جفاء حتى وصل للدرجة التي نشاهد فيه هذه الجريمة البشعة؛ ابنة عاقة تناست تضحيات والدها.
ذهبنا الى مكان الحادث المؤلم الذي عليه شهود عيان من الاهل والجيران،اقتربنا أكثر من المشهد التقينا أحد جيران المجني عليه ما الذي رآه؟!
«بابا تعبان»!
يقول «محمد .د» 30 سنة؛ إن المجني عليه «محمد حسن» «57» على المعاش ومعروف عنه حسن السمعة وأصوله الصعيدية من محافظة المنيا والجميع يقدره ويحترمه، لان سكان الكفر جميعهم عائلات يعرفون بعضهم البعض،فعندما أتى من 4 سنوات كان يعيش بمفرده نظرًا لظروف عمله وكانت أسرته تقطن في مسقط رأسه حتى تمكن من شراء بيت واتي بهم إلى هذا كفر العلو، وتقدم بطلب معاش مكبر نظرًا لظروفه الصحية؛ حيث حصل على مبلغ نهاية الخدمة من الشركة الخاصة الكبيرة التي كان يعمل بها مليون جنيه،فهو وكما علمنا منه مريض سكر وشبه قعيد يخطو خطوات بسيطة ولا يستطيع الاعتداء على احد حتى بيده ولم نسمع يوما بإساءته لزوجته أو أولاده، بل كان يشتري لهم كل ما يحتاجون اليه، ولم يبخل عليهم بشيء، وما تردد على لسان اهل الكفر أنها فعلت ذلك من أجل الاستيلاء على مبلغ نهاية الخدمة والمعاش الذي خرج به هي الحقيقة بعينها، ولا صحة لما قيل على مواقع التواصل الاجتماعي، بأنه حاول التحرش بابنته، علاوة على انه يضربها ويسبها باستمرار غير حقيقي بالمرة، ولكنها ارتكبت هذه الجريمة بدافع الطمع والجري وراء المال، حيث قامت بتكبيله وخنقته بالوسادة حتى لفظ أنفاسه الأخيرة، واستعانت بخطيبها للتخلص من الجثة، وأن ابن عمه من اكتشف الواقعة بعد ثلاثة أيام من قتله؛ حيث نفذت رائحة كريهة تحسسها الجيران والاهل وذهبوا يبحثون عن مصدر الرائحة فاكتشفوا جثة هذا الرجل، وعلى الفور ابلغنا عن الجريمة بالاتصال بنجدة المعصرة بحلوان، وكان المجني عليه في حالة تعفن وملفوف داخل بطانية يرتدي عباءة صعيدي، ملامحه غير واضحة، وعندما وصل رجال المباحث الى مسرح الجريمة وقاموا بمعاينة الجثة تم تحرير محضر بالواقعة والاستماع إلى أقوال زوجته، والتي اكدت أنه متغيب عن البيت منذ ثلاثة أيام كما ذكرت أنها كانت تزور بعض أقاربها في يوم الواقعة بمحافظة المنيا، وقالت الابنة في البداية؛ إن والدها مريض سكر وربما توفي نتيجة غيبوبة سكر حدثت له وهو يقف في الشرفة فاختل توازنه وسقط،فاستبعدت بدموع التماسيح وجود شبهة جنائية حول الحادث وتم العرض على النيابة العامة التي امرت بدفن الجثة عقب الانتهاء من الصفة التشريحية.
اقرأ أيضًا
قبل أيام من زفافها.. النيران تحرق فرحة «شيماء»
لحظة شك
بعد ثلاثة أشهر من دفن المجني عليه تشكك شقيقه في وفاته وأيقن أن وراء موته بهذا الشكل البشع «ملقى» خلف المنزل وسط القمامة الزراعية قصة ربما مفاجأة، قرر أن يصل اليها توجه الى بنات المجني عليه الثلاثة وطلب منهن أن يخبرنه بالحقيقة خاصة أنه على علم بطبيعة مشاكل وحياة المجني عليه وشكل علاقته مع زوجته وبناته؛حتى وصل الامر أن هدد العم شقيقة المتهمة الصغيرة إن لم تقل الحقيقة كاملة، واعترفت بالحقيقة سوف يبلغ أن الوفاة ليست طبيعية، وفور هذا الحديث الذي لم يجد نتيجة منه؛ توجه شقيق المجني عليه الى قسم الشرطة وتقدم ببلاغ اتهم فيه نجلة شقيقه بقتلها والدها، وطالب باستخراج الجثة وتشريحها بمعرفة الطب الشرعي لمعرفة سبب الوفاة، لم يكن يعلم وقتها أن رجال المباحث لم يقتنعوا بكلام الابنة وما اكد هذا ايضا تقرير الصفة التشريحية؛وعقب اجراء التحريات تبين صحة المعلومات وألقي القبض على نجلة المجني عليه المتهمة.
كشف المستور
حاولت الفتاة المتهمة سارة ،م 17 سنة بعد القبض عليها الإنكار،ولكن كشفت الكاميرات أن خطيبها توجه اليها ليلة ارتكاب الواقعة، وبعد ذلك انتابتها حالة من الخوف الشديد،حاولت أن تدعي انها تعاني من حالة نفسية وأنها لا تعلم عن والدها شيئا، ولكن تنبه رجال الشرطة إلى ادعائها وبتضييق الخناق عليها بدأت ترتعش وتحكي تفاصيل ارتكابها الجريمة، وقامت بتمثيل الواقعة وأكدت أن خطيبها عصام .ع 25 سنه ليس له علاقة بجريمة القتل، وأنه فقط شاركها في التخلص من الجثة بـ«رميه» من فوق سطح المنزل.
كشفت الكاميرات حقيقة بعض الروايات التي يقصها الجيران عن يوم الواقعة؛ إن الفتاة بعد أن قتلت والدها اتصلت بخطيبها ولم تخبره عن أي شيء، طلبت منه أن يأتي اليها حتى وصل اليها وعقب ذلك اخبرته وطلبت مساعدته وأنه لم يشترك معها في جريمة القتل ولكن ساعدها في التخلص من الجثة.
أما الرواية الأخرى فترويها شقيقتها هاجر:ح 14 سنة وبعض الجيران قالوا امام جهات التحقيق؛ انها يوم الواقعة كانت والدتها في زيارة لأقاربها في إحدى المحافظات، وأن والدها المجني عليه دعا خطيبها على العشاء وأن الكاميرات رصدت دخوله الى المنزل بالإضافة الى أن أشقاء المتهمة قالوا إنها قامت بحبسهم داخل غرفة الأطفال بعيدا عن الصالة وانها شاهدت «وابصرت» شقيقتها تأخذ شريط دواء من فتحة الباب، وفضت أقراصا منه في طعام وشراب والدها، وعقب تناول الطعام نام والدها، وبعد لحظات سمعت صوت انين والدها، فأبصرت مرة أخرى من فتحة باب غرفة نومها شقيقتها تضع وسادة على وجه ابيها (المجني عليه) وهو مكبل اليدين ثم نقلته الى غرفة نومه وأغلقت باب الحجرة، وجاءت أقوال نجل المجني عليه الصغير علي محمد 10 سنوات مطابقة لنفس أقوال شقيقته.
كما قال الشاهد محمد السيد؛ انه تنامى إلى مسامعه وفاة جاره المجني عليه وأن الجيران قد وجدوه ملقى خلف العقار فجال بخاطره أن يفحص جهاز تسجيل الكاميرات بمحيط سكنه والتي تكشف مسكن المجني عليه؛ فأبصر المتهمان وبيدهما بطانية كان يحملانها ويتوجهان بها الى منطقة الزرعات خلف المسكن، وعادا أدراجهما إلى مسكنهما بدونها، وبعد يومين سمع أن الفتاة المتهمة اخبرت اعمامها أن والدها متغيب عن البيت منذ ثلاثة أيام قبل الواقعة،عقب ذلك شم الجيران رائحة كريهة من خلف عقار المجني عليه وكانت خلفه رقعة زراعية بها بعض القمامة، فظنوها رائحة القمامة ولكن أثناء إزالة القمامة عثر على جثة المجني عليه متعفنة ومنتفخة.
الصفة التشريحية
قالت الصفة التشريحية؛ إن جثة المتوفى في حالة تعقن رمي متقدم بها على هيئة سواد وتفلس بشرة الجلد وانتفاخ الانسجة الرخوة والبطن بغازات التعفن مع جحوظ بالعينين وارتشاحا مياه من فتحات الجلد، كما أسفر التحليل المعملي الكيميائي لعينات أحشاء الجثة عن إيجابية العثور على اثار عقار «الكلوزابين» مما يتماشى مع اقوال المتهمة .
وعلى نفس السياق جاءت التحريات؛ بأن الفتاة هي من قتلت والدها لكي تصل الى أهدافها في الحصول على أمواله، وأكرهت أشقاءها على الجلوس داخل غرفتهم ونفذت مخططها الإجرامي ولكن في حالة يرثى لها شاهد أشقاؤها الصغار هذا المشهد المفزع الذي حفر داخل قلوبهم وعقولهم ابد الدهر واستهانة بمشاعرهم واعمت المادة قلبها ولم تأخذها رحمة ولا شفقة على والدها ولا مراعاة مشاعر أشقائها، وعقب قتله استعانت بخطيبها لمساعدتها في التخلص من جثته، وقاما بحمله سويا وصعدا به أعلى سطح المنزل وألقياه بعدها هبطا وهما يحملان بطانية محاولين إخفاء الجريمة بها،لكن كاميرات المراقبة فضحتهما.
كما أقر المتهمان بارتكاب الواقعة تفصيلا بتحقيقات النيابة العامة واجريا المعاينة التصويرية لكيفية ارتكابهما واقعة قتل المجني عليه، كما ثبت بمعاينة النيابة لمسرح الواقعة أن زاوية الرؤية من غرفة نوم الأطفال تسمح برؤية المتواجدين بوضوح ووجود ثقب بباب عرفة الأطفال يسمح برؤية المتواجدين خلفه بوضوح ووجود ثني بالحديد المتواجد بسطح المسكن، وبعد ما يقرب من عام وثلاثة أشهرقررت محكمة جنايات جنوب القاهرة المنعقدة بالتجمع الخامس برئاسة المستشار احمد عبد العزيز قتلان، وعضوية المستشارين رأفت تاج، ومحمد شرف الدين،حجز القضية للنطق بالحكم 22نوفمبر المقبل.