شرم الشيخ أول مدينة خضراء في الشرق الأوسط
لا ينكر أحد أن شرم الشيخ تحولت في الفترة الأخيرة إلى مدينة خضراء، استعدادًا لاستقبال مؤتمر المناخ كوب 27 في نوفمبر المقبل، حيث تسعى المدينة إلى التقليل من الانبعاثات الكربونية النابعة من استخدام وسائل غير صديقة للبيئة.
وخلال الفترة الأخيرة أُطلق عدد من المشروعات في المدينة من أجل تحويلها إلى صديقة للبيئة وخضراء، كان من بينها تجهيز 210 حافلات صديقة للبيئة تعمل بالكهرباء والغاز الطبيعي لنقل الضيوف المشاركين في قمة المناخ.
وتضم المدينة حاليًا، 50 حافلة تعمل بالكهرباء إلى جانب 85 حافلة أخرى تعمل بالغاز الطبيعي، وجُهّزت خطوط سير ومحطات محددة لهذه الحافلات لخدمة ضيوف المؤتمر.
فما الذي فعلته المدينة لتكون صديقة للبيئة؟ وما هي أبرز المبادرات التي ساهمت في ذلك؟، "الدستور" أجابت على ذلك التساؤل.
مصطفى حبيب، الناشط البيئي ومسؤول مبادرة فري نايل، أشار إلى أن مؤتمر كوب 27 هو فرصة لجمع البلدان لمعرفة الحلول للتغير المناخي، وليس من المنطقي أن تستضيفه مدينة تنتهك المناخ لذلك تقوم الدولة بتحويل شرم الشيخ إلى مدينة صديقة للبيئة.
وقال: "مصر مسؤولة بنسبة قليلة جدًا عن مشكلات التغير المناخي أو تغير درجة حرارة الأرض، ولكن كل البلاد ملزمة بنشر تلك الثقافة وعرض مواردها التي تساعد بها العالم، وتحويل المدن الموجودة بها إلى مدن صديقة للبيئة".
حملة للحد من البلاستيك في شرم الشيخ
ودشنت وزارة البيئة، حملة في شرم الشيخ للحد من استهلاك الأكياس البلاستيكية أحادية الاستخدام وتحويلها إلى مدينة خضراء، وذلك فى إطار استعدادات مصر لاستضافة قمة المناخ cop27، وفى إطار دعم تنفيذ سياسة الحكومة لمنع استخدام الأكياس البلاستيكية.
تنفذ الحملة من خلال وزارة البيئة، ومحافظة جنوب سيناء، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائى (UNDP) وبتمويل من الاتحاد الأوروبى والحكومة السويسرية، وتهدف إلى منع استخدام الأكياس البلاستيكية للحد من التأثيرات السلبية لها وتجنب آثارها الشديدة على التنوع البيولوجى في البحر الأحمر، ورفع وعي مع الجمهور بأضرار البلاستيك.
وجرى تنفيذ 80 زيارة ميدانية للمحال التجارية لرفع الوعي لدى البائعين والمستهلكين، وتوفير 3 اكشاك متنقلة بأهم الأماكن بمدينة شرم الشيخ، حيث تجوب المدينة بالكامل للوصول للأماكن الصعب الوصول إليها، وتتولى مهمة توزيع البدائل، ورفع وعى المواطنين والمحال التجارية.
وتم توفير حوالي 10000 شنطة لتقوم الأكشاك بتوزيعها، بالإضافة إلى توفير مليون شنطة ورقية، كما جاري التنسيق مع المحافظة لتنفيذ عدد من ورش العمل لأصحاب المحال التجارية، والموردين، والموزعين.
ويؤكد مصطفى حبيب، أن هناك ربط بين كثرة استخدام الأكياس البلاستيكية في بلد ما والتغير المناخي الذي يصيبها، مبينًا أن البلاستيك من المواد التي تسخن وتزيد درجة حرارتها بشكل كبير وحين تضم البحار والمحيطات والأنهار كميات ضخمة من البلاستيك يؤدي ذلك إلى تسخين سطح المياه ويؤثر على المناخ ودرجة حرارة الأرض.
وعن الحملة التي تجرى الآن في شرم الشيخ للتوعية ببدائل الأكياس البلاستيكية وتحويلها إلى مدينة خضراء، قال إن التوعية هي الحل الأمثل في الوقت الحالي، فلا بد من تكاتف الجهات كلها سواء هناك مؤتمر للمناخ أم لا، مشيرًا إلى أن العوام لا بد أن يعرفوا أن هناك بدائل للبلاستيك وهناك طرق لإعادة التدوير والاستخدام.
وبين أن الأمر لا بد أن يبدأ من الإنسان الفرد في سلوكه ويعتمد على تقليل استخدام البلاستيك أثناء تسوقه، ويعي بتأثيره على الأرض وإذ اضطر إلى شراء الأكياس البلاستيكية لا بد أن يعي جيدًا كيف يمكن إعادة تدويره والتخلص الآمن منه بما لا يؤذي البيئة.
وفي يونيو الماضي تم توقيع مشروع شرم الشيخ مدينة خضراء، بالتعاون بين وزارتي الخارجية والبيئة لتحويلها إلى مدينة خضراء، وبرنامج الأمم المتحدة للتنمية (undp)، كما جرى الانتهاء من مشروع المنطقة الخضراء بشرم الشيخ بشكل نهائي، تحت إشراف جهاز تعمير سيناء، ومن المقرر أن يتم افتتاح القرية البدوية بالمنطقة الخضراء بحديقة السلام بشرم الشيخ.