5 كلمات تذهب عنك الوسواس القهري وتكتب لك الجنة
يغفل الكثيرون عن آية الاسترجاع، وأهميتها ومتى تقال، فقد يظن البعض أن آية الاسترجاع قد ارتبطت بالمصائب وحدها، وقد يتوهم البعض أنه يدرك عظمة ما أعده الله تبارك وتعالى لمن يداوم على ذكرها.
آية الاسترجاع
وآية الاسترجاع هي قول المولى تعالى: {الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ}، وقد ذكر الإمام الراحل محمد متولي الشعراوي إمام الدعاة ووزير الأوقاف الأسبق في خواطره للآية 156 من سورة البقرة، إن المصيبة هي الأمر الذي ينال الإنسان منه المشقة والألم، وهي مأخوذة من إصابة الهدف. والمؤمن يستقبل المصيبة واثقا أنها على قدر إيلامها يكون الثواب عليها، ولذلك عندما فرح الكفار بما يصيب المسلمين في بعض المعارك، أنزل الله ذلك القول الحق للمؤمنين: {قُل لَّن يُصِيبَنَآ إِلاَّ مَا كَتَبَ الله لَنَا}.. [التوبة : 51].
وتابع: أي قولوا أيها المؤمنون لهؤلاء الحمقى من الكافرين: إنه لن يحدث لنا إلا ما كتبه الله.وعندما نتأمل قوله الحق: {مَا كَتَبَ الله لَنَا} أي أن المسألة ستكون لحسابنا، وسنأخذ عليها حسن الثواب من الله، ولم يقل الحق: كتب الله علينا، لأنها لو كانت كذلك لكان معناها أنها جزاء وعقاب من الله.
وبين: أي أمر يصيب الإنسان، إما أن يكون له دخل فيه، وعند ذلك لا يصح أن يجزع لأنه هو الذي جاء بالأمر المؤلم لنفسه، وإما أن تكون مصيبة لا دخل له بها، وحدثت له من غيره مثلا، وعند ذلك عليه أن يبحث عن سببها: أعدلا أم ظلما؟ إن كانت عدلا فهي قد جبرت الذنب، وإن كانت ظلما فسوف يقتص الله له ممن ظلمه. وعلى هذا فالمؤمن في كلتا الحالتين رابح.
وأكمل: إذن فالمؤمن يستقبل كل مصيبة متوقعا أن يأتي له منها خير. وعلى كل مؤمن أن يقيم نفسه تقييما حقيقيا، (هل لي على الله حق؟ أنا مملوك الله وليس لي حق عنده، فما يجريه علي فهو يجريه في ملكه هو). ومن لا يعجبه ذلك فليتأب على أي مصيبة؛ ويقول لها: (لا تصيبيني)، ولن تستطيع درء أي مصيبة ومادمنا لا نستطيع أن نمنع وقوع المصائب والأحداث، فلنقبلها كمؤمنين لأن الحق سبحانه وتعالى يريد بنسبتنا إليه أن يعزنا ويكرمنا.
وأضاف: إنه يدعونا أن نقول: {إِنَّا للَّهِ وَإِنَّآ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ}. إننا بهذا القول ننسب ملكيتنا إلى الله ونقبل ما حدث لنا، ولابد لنا هنا أن نأتي بمثال ولله المثل الأعلى هل رأيت إنسانا يفسد ملكه؟ أبداً.إن صاحب الملك يعمل كل ما يؤدي إلى الصلاح في ملكه، وإن رأى الناس في ظاهر الأمر أنه فساد، فما بالنا بالله سبحانه وتعالى ونحن ملك له، وهو سبحانه لا يُعرِّض ملكه أبداً للضرر، وإنما يقيمه على الحكمة والصلاح.
وشدد:{إِنَّا للَّهِ وَإِنَّآ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ} أي نحن مملوكون لله، ونحن راجعون إليه، وحتى إن كان في مصائب الدنيا ظلم لنا وقع علينا من إنسان، فسوف نأخذ ثواب ما ظُلمنا فيه عند الرجوع إلى الله، إذن فنحن لله ابتداء بالملكية، ونحن لله نهاية في المرجع؛ هو سبحانه ملك القوسين؛ الابتداء والانتهاء، ولذلك علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عند أي مصيبة تصيب الإنسان أن يسترجع؛ أي أن يقول: {إِنَّا للَّهِ وَإِنَّآ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ}.
وزادنا أيضا أن نقول: (اللهم أجرني في مصيبتي واخلف لي خيرا منها) إنك إذا ما قلتها عند أي مصيبة تصيبك فلابد أن تجد فيما يأتي بعدها خيراً منها، وحتى إن نسى الإنسان أن يقول ذلك عند وقوع المصيبة، ثم تذكرها وقالها فله جزاؤها، كأنه قالها ساعة المصيبة.
واستدل بقصة أم سلمة رضي الله عنها؛ حين مات أبو سلمة زوجها وكان ملء السمع والبصر وجزعت عليه أم سلمة، فقيل لها قولي: ما علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، قالت: وما علمكم؟ قالوا: (إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مصيبتي واخلف لي خيرا منها) فقالت ما قيل لها، فإذا بها بعد انقضاء عدتها يذهب إليها النبي خاطبا، فقيل لها: أوجد خير من أبي سلمة أم لم يوجد؟ قالت: ما كنت لأتسامى أي أتوقع مثل هذا الموقف.فإذن، كل مصيبة يتعرض لها الإنسان يجب أن يقول عندها: إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مصيبتي وأخلف لي خيرا منها. وماذا يكون حال الذين يقولون هذا الدعاء؟. ها هو ذا الحق سبحانه وتعالى يقول: {أولئك عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ}.
الله يرضيك يوم القيامة.. احرص على هذا الذكر ثلاث مرات صباحا ومساء الإفتاء تحث المواطنين على الإكثار من هذا الذكر الليلة وغدًا آية الاسترجاع
كما يقول الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، في بيانه آية الاسترجاع إن ذكر (إنا لله وإنا إليه راجعون) وهي ذكر عظيم، يعني أن الإنسان وما يملكه وما يوجد حوله هو في الحقيقة ملك لله، وأن هذا الملك سيعود إليه سبحانه لا محالة عندما يأتي الأجل، وهذا الذكر يسلي المؤمنين في المصائب وخاصة مصيبة الموت.
وتابع: ينبغي أن يتذكر المسلم وقتها أن هذا الإنسان الذي توفاه الله هو ملك له سبحانه، وأنه عاد إلى مالكه، فلماذا الحزن من الحق، وعودة الشيء لصاحبه، فكلنا ملك لله، وكلنا إليه راجعون إليه سبحانه قال تعالى : (وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمْوَالِ وَالأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ) [البقرة :155 ، 156]، وينبغي أن يذكر المسلم بها نفسه دائما،ً ويذكر بها ربه حتى لا يغفل عن حقيقة الدنيا.
فيما نصح الشيخ أحمد وسام، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، من يعانون من الوسواس القهري، ويخشون الإصابة بفيروس كورونا، بالإكثار من قول "إنّا لله وإنّا إليه راجعون".
وأضاف وسام خلال رده على سؤال: عندي وسواس قهري للموت وأخاف من كورونا جدًا.. فماذا أفعل؟، أن إلزام اللسان بذكر الله عامة، والإكثار من الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم، من الأمور التي تقلل من حدة الوسواس القهري للموت.
كما لفت أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية إلى أهمية قصد الأطباء النفسيين لطلب العلاج في هذه الحالات، فالوسواس القهري هو عبارة عن أحد الأمراض النفسية، لافتًا إلى أن الأذكار وحدها لن تكفي لتحصيل الشفاء من هذا المرض.