3 كنوز في الجمعة الأولى لشهر رجب .. اغتنمها من الآن
بدأت مع مغيب شمس اليوم الخميس، ليلة الجمعة الأولى من شهر رجب، وقد اعتاد المسلمون على أن في ليلة الجمعة ويومها كنوز ثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وفي ليلة الجمعة الأولى من شهر رجب ينبغي ألا يغفل المسلمون فضل الطاعة في شهر رجب كأحد الأشهر الحرم التي يعظم فيها الثواب ويغلظ فيها العقاب.
كنوز ليلة الجمعة الأولى من شهر رجب
وقد جاء في كنوز ليلة الجمعة ما يلي:
1. الإكثار من الصلاة والسلام على رسول الله، فإن الصلاة في يوم الجمعة معروضة على رسول الله، وتجمع خيري الدنيا والآخرة، يقول صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ مِنْ أَفْضَلِ أَيَّامِكُمْ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، فِيهِ خُلِقَ آدَمُ، وَفِيهِ النَّفْخَةُ، وَفِيهِ الصَّعْقَةُ، فَأَكْثِرُوا عَلَيَّ مِنَ الصَّلَاةِ فِيهِ، فَإِنَّ صَلَاتَكُمْ مَعْرُوضَةٌ عَلَيَّ»
2. الحرص والبحث عن ساعة الإجابة، فقد ثبت أن ليوم الجمعة ساعة لا يرد فيها سائل يسأل من حوائج الدنيا إلا أعطي، فعَن أبي هريرة رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قال عن يَوْمَ الجُمُعَةِ: “فِيه سَاعَةٌ لا يُوَافِقها عَبْدٌ مُسلِمٌ، وَهُو قَائِمٌ يُصَلِّي يسأَلُ اللَّه شَيْئًا، إِلاَّ أَعْطَاهُ إِيَّاه”.
ورغم الاختلاف في وقت ساعة الإجابة، إلا أنه ينبغي أن يتحرى المسلم ساعة الإجابة مع غروب شمس يوم الخميس وحتى مغيب شمس يوم الجمعة، فقد أورد ابن حجر العسقلاني في فتح الباري 40 قولاً، أقربها إلى الصواب ساعتين.. الساعة الأولى: أثناء ما يكون الإمام على المنبر، الثانية: من بعد صلاة العصر إلى غروب الشمس.
وقال رسول الله”يَوْمُ الجُمُعة ثِنْتَا عَشْرَةَ سَاعَةً ، لاَ يُوجَد فِيهَا عَبْدٌ مُسْلِمٌ يَسْأَلُ الله شَيْئاً إِلاَّ آتَاهُ إِيَّاهُ ، فَالْتَمِسُوهَا آخِرَ سَاعَةٍ بَعْدَ العَصْر”.
3. قراءة سورة الكهف.. فهي النور، السكينة، الطمأنينة، ومصدر للنجاة من الفتن الأربعة وفي مقدمتها العصمة من فتنة المسيح الدجال، قال صلى الله عليه وسلم ” من قرأ سورةَ الكهفِ في يومِ الجمعةِ أضاء له من النورِ ما بين الجمُعَتَين”، وفي رواية أضاء الله نورا من السماء إلى الأرض.
وقالت دار الإفتاء المصرية إن قراءة سورة الكهف يوم الجمعة وردت آثار كثيرة بفضلها؛ ففي "الأشباه والنظائر" لابن نجيم: [مما اختص به يوم الجمعة قراءة الكهف فيه] اهـ بتصرف، وقال ابن عابدين: [أي في يومها وليلتها والأفضل في أولها مبادرة للخير وحذرًا من الإهمال] اهـ.
وفي "زاد المعاد" لابن القيم: [من خواص يوم الجمعة قراءة سورة الكهف فيه، فقد ورد عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «مَنْ قَرَأَ سُورَةَ الْكَهْفِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ سَطَعَ لَهُ نُورٌ مِنْ تَحْتِ قَدَمِهِ إِلَى عَنَانِ السِّمَاءِ يُضِيءُ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَغُفِرَ لَهُ مَا بَيْنَ الْجُمُعَتَيْنِ»، وقال: الأشبه أنه من قول أبي سعيد الخدري رضي الله عنه]، وقال النووي في "المجموع": [رواه البيهقي بإسناده عن أبي سعيد الخدري -مرفوعًا-، وروي موقوفًا عليه وعن عمر رضي الله عنه، وروي بمعناه عن ابن عمر رضي الله عنهما: "من قرأ سورة الكهف يوم الجمعة غفر له ما بين الجمعة إلى الجمعة" وفي إسنادهما ضعف، ثم قال: ويستحب قراءة سورة الكهف في يوم الجمعة وليلتها] اهـ بتصرف.
وفي حديث أبي سعيد رضي الله عنه وإن قيل بوقفه عليه فهو مما ليس للرأي فيه مجال فيحمل على السماع من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فالمستحب قراءة سورة الكهف في أي وقت من يوم الجمعة وليلتها لا في خصوص الوقت قبل الصلاة، فإذا قرئت في هذا الوقت في المسجد تأدى بها المستحب، وتجوز قراءتها سرًّا أو جهرًا.