”وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ”.. شيخ الأزهر يفسر معنى الآية
”وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ”.. شيخ الأزهر يفسر معنى الآية.. ”وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ”.. شيخ الأزهر يفسر معنى الآية.. واصلت الجلسة العامة لمجلس الشيوخ، برئاسة المستشار عبد الوهاب عبد الرازق، مناقشة دراسة العنف الأسري، بحضور ممثلين عن الحكومة، للاطلاع على ما ورد بها من توصيات واتخاذ اللازم من أجل تنفيذها.
وعبر عدد من أعضاء المجلس، عن أهمية الدراسة في مواجهة الأزمة الكبيرة التي لابد من اتخاذ الإجراءات اللازمة للحد من الظاهرة.
ومن جانبه دعا النائب يحيى الفخراني، عضو مجلس الشيوخ، شيخ الأزهر الشريف، إلى تفسير ما ورد في القرآن الكريم: “واهجروهن في المضاجع واضربوهن”، قائلا: أطالب الشيخ الطيب شخصيا بتفسير هذه الآية.
وأكد الفخراني، أن هناك آيات قرآنية كثير تحث على حسن معاملة المرأة، فضلا عن وجود أحاديث نبوية في هذا الشأن، قائلا: هذا الدور أهم من الدراما، لأن الشعب المصري شعب متدين.
تفسير قوله تعالى: "وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ"
ومن جانبه أوضح الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، المراد من قوله تعالى: "وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا"، أن هذا هو الدواء الأخير الذي وصفه القرآن الكريم لعلاج نشوز الزوجة، والضرب رمزي مقصود منه الإصلاح، وليس الإيلام أو الإيذاء والضرر.
وأكد الدكتور أحمد الطيب، أن نصوص القرآن الكريم وأحكام الشريعة الإسلامية صالحة لكل زمان ومكان، ولا يمكن أن يكون القرآن أمر بهذا النوع من الضرب؛ لأن القرآن حينما أمرنا بمثل هذا الضرب الرمزي أمرنا بهدف إصلاح وإنقاذ الأسرة.
وأشار إلى أن هذا النوع من العلاج كَثُر حوله اللغط والتشكيك بالإسلام والقرآن، وَيُطَالب المسلمون بتغيير نصوصهم الإلهية ليسايروا حركات المرأة واتفاقيات الأمم المتحدة، لافتا إلى ما ذكره الأديب عباس العقاد في الرد على المعترضين على هذا النوع من العلاج بقوله: "من حق المعترضين أن يعترضوا على القرآن الكريم؛ إذا أكدوا لنا أنه لا توجد في جماعة النساء امراة واحدة يمكن أن يصلحها هذا النوع من التأديب ويصدها عن هدم الأسرة".
شروط ضرب الزوج لزوجته
وأضاف: ضرب الزوج زوجته له نظام وحدود، فمن شروطه ألا يكسر لها عظمًا، وألا يؤذي لها عضوًا، فإذا ضرب وتجاوز مسألة الأذى فهذا حرام، ويعاقب عليه، كما لا يجوز له أن يضرب باليد، ولا يضرب على الوجه ولا يخدش شيئًا ولا يترك أثرا نفسيا على الزوجة، ومن هنا نرى أن المراد بالضرب هو الضرب الرمزي بالمسواك مثلًا أو فرشة الأسنان في هذا الزمن.
وأكد شيخ الأزهر، أن أمر الضرب ورد في كلمة واحدة في القرآن الكريم "واضربوهن" في مقابل منظومة ضخمة من النصوص القرآنية الصريحة التي تحافظ على المرأة وعلى كرامتها وتأمر الرجل أن يحسن معاملته وعشرته لها مثل قول الله تعالى: "وعاشروهن بالمعروف"، وقوله: "فامسكوهن بمعروف" و"ولا تضاروهن"، وقوله أيضًا: "فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهو شيئًا ويجعل الله فيه خيرًا".
وتابع: كلمة الضرب إذا وضعت إلى جوار هذه المنظومة تبين أن هذه الكلمة ليست مقصودة لذاتها كعلاج إلا في أندر الحالات، وهي الحالات التي يكون فيها الزوج مضطرًا، إما أن يستخدم هذا النوع من العلاج، وإلا تذهب الأسرة بكاملها إلى مستقبل غير مرغوب.