حكم وفضل دعاء القنوت في رمضان.. ومتى يقال؟
حكم وفضل دعاء القنوت في رمضان.. ومتى يقال؟... يكثر البحث عن دعاء القنوت في رمضان، بالتزامن مع دخول الليلة الثانية والعشرين، وثاني ليالي العشر الأواخر من رمضان، وأحكامه وفضله.
دعاء القنوت في رمضان
القنوت هو الدعاء والطاعة، ويعني أيضاً السكوت، كما أنه إطالة القيام في الصلاة . وإن أفضل دعاء ورد في القنوت ما رواه الحسن بن علي رضي الله عنهما قال : علمني رسول الله – صلّى الله عليه وسلّم – كلمات أقولهن في الوتر: (اللهم اهدني فيمن هديت، وعافني فيمن عافيت، وتولني فيمن توليت، وبارك لي فيما أعطيت، وقني شرّ ما قضيت، إنّك تقضي ولا يقضى عليك، وإنّه لا يذلّ من واليت، ولا يعزّ من عاديت، تباركت ربّنا وتعاليت) رواه أبو داود، و الترمذي، وحسنه.
ويعتبر القنوت سنة في صلاة الوتر، وذلك لجميع أيّام العام، حيث أشار إلى ذلك أحمد وغيره، ويفضل أن يكون القنوت بعد الركوع ، وفي حال قام به المسلم قبل الركوع فلا بأس في ذلك، وذلك لما روى حميد قال: (سُئل أنس عن القنوت في صلاة الصّبح فقال: كنّا نقنت قبل الرّكوع وبعده) أخرجه ابن ماجه.
دعاء القنوت في صلاة الفجر
بالنسبة لقنوت صلاة الصبح فقد اختلف الأئمة حول مشروعيته، فقد ذهب كل من أحمد وأبو حنيفة إلى أن القنوت في صلاة الصبح ليس بسنة، ولا في غيرها من الصلوات الأخرى ، ما عدا الوتر، وذلك لما رواه مسلم، أنّ النّبي – صلّى الله عليه وسلّم – قنت شهراً يدعو على حي من أحياء العرب، ثمّ تركه، وعن أبي مالك قال: (قلت لأبي إنّك صليت خلف رسول الله – صلّى الله عليه وسلّم – وأبي بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، ههنا بالكوفة نحواً من خمس سنين، أكانوا يقنتون في الصّبح؟ قال: أي بنيّ محدث) رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح .
وكان عمر رضي الله عنه يقنت في صلاة الصبح، وذلك بحضور الصحابة وغيرهم، والخلاف في هذا الأمر يتّسع للجميع، لأنّ هذا يعدّ من الخلاف المعتبر، ولا ينكر فيه أي رأي على المخالف .
يوجد اختلاف بين العلماء في حكم أن يقنت المسلم في صلاة الوتر في شهر رمضان، والمستحب هو القنوت في الوتر في رمضان، والدليل على ذلك حديث الحسن بن علي قال: (علمني رسول الله – صلّى الله عليه وسلّم – كلمات أقولهنّ في قنوت الوتر…) إلى آخر الحديث، وأمّا وجه الاستدلال في ذلك فهو أنّ النّبي – صلّى الله عليه وسلّم – قام بتعليم الحسن كيفية القنوت في الوتر، ولم يختص بذلك وقتاً دون الآخر، وتعليمه ذلك يدلّ على استحبابه له.
وكذلك حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: كان رسول الله – صلّى الله عليه وسلّم – يقول في آخر وتره: (اللهم إنّي أعوذ برضاك من سخطك…) إلى آخر الحديث، وأمّا وجه الاستدلال في ذلك فهو أنّ النّبي – صلّى الله عليه وسلّم – كان يقنت في صلاة الوتر، وهذا أمر عامّ في كلّ صلاة وتر، وقيامه بذلك يدلّ على استحبابه للأمر.
دعاء القنوت في رمضان
وصيغة دعاء القنوت كالتالي: اللَّهُمَّ اهْدِنِي فِيمَنْ هَدَيْتَ ، وَعَافِنِي فِيمَنْ عَافَيْتَ ، وَتَوَلَّنِي فِيمَنْ تَوَلَّيْتَ ، وَبَارِكْ لِي فِيمَا أَعْطَيْتَ ، وَقِنِي شَرَّ مَا قَضَيْتَ، فإِنَّكَ تَقْضِي وَلا يُقْضَى عَلَيْكَ، وَإِنَّهُ لا يَذِلُّ مَنْ وَالَيْتَ ، وَلا يَعِزُّ مَنْ عَادَيْتَ، تَبَارَكْتَ رَبَّنَا وَتَعَالَيْتَ، ولا منجا منك إلا إليك، لك الحمد على ما قـضيت، ولك الشكر على ما أعـطيت، نستغـفـرك اللـهم من جميع الذنوب والخطـايا ونتوب اٍليك.
اللهم أقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معـصيتك، ومن طاعـتك ما تبلّـغـُـنا به جنتَـك، ومن اليقـين ما تُهـّون به عـلينا مصائبَ الدنيا، ومتـّعـنا اللهم يا سماعِـنا وأبصارِنا وقـواتـِنا ما أبقـيتنا، واجعـلهُ الوارثَ منـّا، واجعـل ثأرنا على من ظلمنا، وانصُرنا على من عادانا، ولا تجعـل مصيبـتَـنا في ديـننا، ولا تجعـل الدنيا أكبرَ هـمِنا، ولا مبلغَ علمِنا، ولا اٍلى النار مصيرنا.