نص رسالة عمرها 50 عاما قلبت موازين حرب أكتوبر.. استغاثة إسرائيل بأمريكا
نص رسالة عمرها 50 عاما قلبت موازين حرب أكتوبر.. استغاثة إسرائيل بأمريكا .. نشر موقع عبري، رسالة سرية بعثها الرئيس الراحل أنور السادات، إلى وزير الخارجية الأمريكية آنذاك هنري كسينجر، حدد فيها شرطه لوقف حرب 6 أكتوبر 1973، بعد استغاثة الإسرائيليين بالبيت الأبيض.
الرسالة التى نشرها موقع "زمان" العبري، جاءت ضمن تقرير مطول تضمن تفاصيل جديدة عن حرب أكتوبر 1973، شمل رسالة الرئيس السادات إلى وزير الخارجية الأمريكي آنذاك، هنري كيسنجر، التى تكفل بتوصيلها مستشار الرئاسة المصرية للأمن القومي محمد حافظ إسماعيل، من خلال مبعوث سري حملها للإدارة الأمريكية.
تفاصيل رسالة السادات إلى أمريكا في حرب أكتوبر
وتضمن التقرير الذي يحمل عنوان “ من ربح حرب يوم الغفران” -المصطلح الذي يستخدمه اليهود فى الحديث عن حرب 6 أكتوبر- أن مستشار الرئيس الراحل أنور السادات للأمن القومي محمد حافظ إسماعيل، قام بنقل رسالة إلى وزير الخارجية الأمريكي آنذاك هنري كيسنجر، حول شرط مصر لإنهاء الحرب
ونقل الموقع العبري في تقريره، حديث المؤرخ الإسرائيلي عوفر شيلح، خلال محاضرة لضباط جيش الاحتلال الإسرائيلي، وذلك بمناسبة اقتراب الذكرى الـ 50 لحرب أكتوبر، وكانت المحاضرة تحت عنوان "الحرب هي استمرار للسياسة بوسائل أخرى".
وقال المؤرخ الإسرائيلي إنه بالرغم من عدم انتصار الجيش الإسرائيلي في حرب أكتوبر لكن إسرائيل كدولة ربحت بتوقيع اتفاق السلام مع مصر.
أسرار الأيام الأولى من حرب أكتوبر 1973
وقال عوفر شيلح:" إن اليوم الثاني لـ حرب أكتوبر 1973، كان من أصعب أيام المعركة، وتمكن الجيش المصري من عبور قناة السويس وإقامة جسر لعبور القوات والمعدات العسكرية الثقيلة، وفي مرتفعات الجولان وصلت الدبابات السورية إلى نقاط إستراتيجية وكانت على مشارف وادي الحولة، وحينها قام وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه ديان، بجولة في الجبهات المشتعلة وشاهد تدميرا وخرابا بين قواته، وفي مكتب رئيسة الوزراء في تل أبيب، سادت حالة من اليأس.
وأضاف المؤرخ الإسرائيلي، ذلك التوقيت كان المصريون في أقوى حالاتهم، وقام حافظ إسماعيل مستشار السادات لشئون الأمن القومي، بإرسال مبعوث سري إلى وزير الخارجية الأمريكي هنري كيسنجر يشرح فيه بالتفصيل شروط مصر للتوصل إلى اتفاق مع إسرائيل.
وكانت الشروط التي عرضتها مصر من أجل إنهاء الحرب كالآتي، "هدفنا الأساسي كما هو الحال دائما تحقيق السلام في الشرق الأوسط بالكامل، وليس عقد اتفاقات جزئية بينا وبين إسرائيل... يجب على إسرائيل الانسحاب من جميع الأراضي المحتلة".
وأضاف المؤرخ الإسرائيلي أنه في ظل هذه الظروف، جاء فى الرسالة الموجهة إلى كسينجر: إن مصر ستوافق على المشاركة في مؤتمر سلام برعاية الأمم المتحدة إذا انسحبت إسرائيل من كافة الأراضي المحتلة.
وأرسل كيسنجر ردا على الرسالة المصرية في 8 من أكتوبر 1973، طلبا فيه الإجابة على هذا السؤال هل ينبغي لإسرائيل الانسحاب من جميع الأراضي قبل انعقاد مؤتمر السلام؟، أم أن موافقة إسرائيل من حيث المبدأ فقط على هذه الشروط ضرورية؟"، ثم جاءت إجابة الرسالة المصرية في اليوم التالي الموافق 9 أكتوبر من العام نفسه، والتى أكدت الموقف المصري بضرورة انسحاب المحتل إلى خطوط 1967 وإعادة سيناء إلى السيادة المصرية بالكامل ".
وأشار المؤرخ الإسرائيلي إلى أنه في نهاية الحرب، توجه الجيش الثالث المصري إلى الضفة الشرقية لقناة السويس بعدما تمكنت قوات الجيش الإسرائيلي من فتح ثغرة -ثغرة الدفرسوار- خلف خطوط الجيش المصري ، وحينها بدأ وقف إطلاق النار والدخول في مفاوضات.
يشار إلى أن كيسنجر تحدث عن علاقته بالرئيس المصري الراحل فى كتابه "القيادة: ست دراسات فى إستراتيجية العالم" الصادر عام 2022، وقال فيه: "تصورنا أن السادات غبي، ولا يمكن له القيام بشيء ذي قيمة، ولم يكن كذلك، فالجمع بين الشخصية والظروف هو الذي يصنع التاريخ، وكان من حسن حظي أن أقابل هذا القائد".