يوم أسود في أمريكا.. خسائر بالمليارات والبورصة تهبط إلى حد غير مسبوق
تعيش الولايات المتحدة الأمريكية أياما صعبة بسبب التضخم الذي يضرب البلاد منذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية وتبعاتها على الاقتصادات العالمية، ومن قبلها أيضا بسبب فيروس كورونا وسلبياته الخطيرة على الاقتصاد الأمريكي الذي تضرر بشكل خطير.
انهيار في البورصة الأمريكية
واتضح تأثر الاقتصاد الأمريكي الكبير بالأزمات التي شهدها العالم خلال السنوات الماضية من خلال تأثر البورصة الأمريكية وتعرضها لخسائر كبيرة خلال جلسة الثلاثاء التي تعتبر اليوم الأسود على اقتصاد الولايات المتحدة الأمريكية، حيث هبطت مؤشرات سوق الأسهم الأمريكية في التداولات اليومية، وذلك بالتزامن مع نهاية جلسة التداول في بورصة وول ستريت، حيث انخفض مؤشر داو جونز بنسبة بلغت حوالي 3.9%، وهو ما يعادل أكثر من 1200 نقطة، وهو أكبر هبوط يومي منذ يونيو 2020.
وبالتوازي فقد مؤشر ستاندرد آند بورز 500 حوالي 177.72 نقطة بنسبة 4.32% إلى 3932.69 نقطة، ونال الهبوط من مؤشر ناسداك المجمع هو الآخر حيث وصل لـ632.84 نقطة بما يعادل 5.16% بواقع 11633.57 نقطة.
وأشارت التقارير إلى أن انخفاض التضخم السنوي في شهر أغسطس، جاء أعلى من التوقعات البالغة 8.1%، وهو ما يساهم في احتمالية قيام المركزي الأمريكي بإقرار زيادة كبيرة في سعر الفائدة خلال اجتماعه المقبل، وللمرة الثالثة على التوالي، قد تزيد أسعار الفائدة بمقدار 75 نقطة وفقاً لتوقعات خبراء الاقتصاد والاستثمار.
بينما نالت الخسائر من أكبر أثرياء ومستثمرين العالم، فأظهرت قائمة بلومبرغ للمليارديرات، تراجعا ضخما بالثروات وكان أبرز الخاسرين:
جيف بيزوس: مؤسس شركة أمازون، في صدارة الأثرياء الخاسرين لأموالهم، حيث تراجعت ثروته بحوالي 9.8 مليار دولار.
إيلون ماسك: مؤسس شركة تسلا، خسر حوالي 8.4 مليار دولار من ثروته.
مارك زوكربيرغ: مؤسس شركة ميتا، خسر حوالي 5.6 مليار دولار.
وارن بافيت: خسر حوالي 3.4 مليار دولار.
بيل جيتس: بلغت خسائره 2.8 مليار دولار.
الكساد يضرب الولايات المتحدة
ومن جانبه، أكد مايكل مورجان، الباحث السياسي بمركز لندن للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن البورصة الامريكية شهدت أمس يوما مأساويا وأسود وتعرضت لخسارة مليارات الدولارات، لافتا إلى أنه تم تبخر مليارات من أموال مليارديرات أصحاب المال في امريكا".
وأضاف مورجان، في تصريحات إعلامية، أن التضخم يلتهم ثروات الاثرياء في امريكا وحدثت خسارة 1.2 تريليون دولار فى عام"، مؤكدا أن الحل لوقف هذا النزيف أن يتم تدارك هذا الوضع بأسرع وقت وبشكل جراحي.
وأوضح الباحث السياسي بمركز لندن للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن الكساد الاقتصادي في الولايات المتحدة الامريكية يدخل أسوأ مراحله.
هل وصل الاقتصاد الأمريكي إلى حالة الركود المخيفة؟ تضخم كارثي.. الاقتصاد الأمريكي يعاني والمواطن ينفق على الوقود أكثر من الملابس أسباب انهيار البورصة الأمريكية
وفي هذا الإطار، قال الدكتور علي الإدريسي، الخبير الاقتصادي، إن خسائر الولايات المتحدة في البورصة جاءت لعدة عوامل جزء منها الارتفاعات التي حدثت في معدلات التضخم في الاقتصاد الأمريكية التي وصلت إلى حوالي 8.4 وهي أكبر من التوقعات الموضوعه التي كانت 8.1.
وتابع الإدريسي في تصريحات لـ "صدى البلد"، بالتالي مع الارتفاعات التي حدثت في معدلات التضخم في الولايات المتحدة، وأيضا التوقعات بارتفاع أسعار الفائدة الأمريكية لتبقي في حدود 75 نقطة أساس والتي قد تزيد إلى أن تصل إلى 100 نقطة أساس، لذلك فإن هذا يسرع بشكل كبير ويزيد من حجم الزيادة في أسعار الفائدة بالنسبة للفيدرالي الأمريكي.
ولفت إلى أن كل هذه المشاكل أثرت بشكل كبير على أداء البورصة الأمريكية، والتي استطاعت سحب جزء كبير من الاستثمارات الموجهة للبورصة.
وأشار الخبير الاقتصادي إلى أن ما يحدث في البورصة الأمريكية لا يشملها هي فقط بل يشمل العديد من أسواق المال في العالم كله بسبب التضخم الذي زاد بدرجة كبيرة وضرب اقتصادات العالم أجمع.