الجمعة 22 نوفمبر 2024 مـ 04:07 صـ 20 جمادى أول 1446 هـ
مصر 24
رئيس مجلس الإدارةكمال أبو زيدرئيس التحريرمحمد الجباليالمشرف العامأبو الحجاج العماري
كواليس مشاركة مجموعة «بيك الباتروس» في بورصة لندن العالمية الأقصر تطلق حملة ترويجية جديدة تستهدف سياح الخليج العربي وتركيا طنطاوي: رأس بناس منطقة واعدة وتمثل مستقبل السياحة المصرية بفضل شعابها المرجانية ومناخها المعتدل وزير الشباب والرياضة يشكّل لجنة للتحقيق في واقعة مشاجرة بين اللاعبين في بطولة النادي الأهلي ‏ عبدالنبي حلمي يستعرض عبر سفير سياحي خطط الدولة بشأن تطوير قطاع السياحة ياسر سلطان: نحتاج لضوابط ثابتة لموسم العمرة لتعزيز الإقبال ودعم السياحة وائل زعير: نتوقع استقبال 20 مليون سائح في 2024 وموسم شتوي استثنائي ينتظرنا رامي فايز: نتجه لجذب 30 مليون سائح لمصر.. ومرسى علم تشهد طفرة غير مسبوقة حسام درويش: الذكاء الاصطناعي يعزز التسويق الإلكتروني للسياحة بشكل احترافي فيديو.. فاروق: تقييم التجربة السياحية في مصر يتعلق ببيع ”الخدمة المتميزة” فيديو.. إسلام ناجي: القطاع السياحي ”وريد شرياني” يغذي موازنة مصر بالعملة الصعبة أبو النجا: 260 شركة وفعاليات دولية بمعرض تجهيزات الفنادق في مركز مصر للمعارض

7 وصايا ثمينة.. فضل تفريج الكرب عن المسلم

فضل تفريج الكرب
فضل تفريج الكرب

فضل تفريج الكرب عن المسلم، عن هذا الأمر ، أوضح الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء في الأزهر الشريف، عن فضل تفريج الكرب عن المسلم ، في حياته وكشف الهموم والأحزان.

فضل تفريج الكرب عن المسلم

 

واستشهد علي جمعة، بما ورد عن أبي هريرة رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:‏ (من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة‏,‏ ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة‏,‏ ومن ستر مسلماً ستره الله في الدنيا والآخرة‏,‏ والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه‏,‏ ومن سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهل الله له به طريقاً إلى الجنة‏,‏ وما اجتمع قوم في بيتٍ من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده‏,‏ ومن بطأ به عمله لم يسرع به نسبه) ‏(صحيح مسلم‏).

وتحدث علي جمعة، عن معنى الحديث المذكور، منوها أنه في هذا الحديث الكريم‏,‏ جمع لنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سبعا من الوصايا الثمينة‏,‏ والتي تعد من الأعمدة الرئيسية لبناء المجتمع الإسلامي‏,‏ المعينة له في أزماته‏,‏ والمحفزة على توثيق مشاعر الرحمة والمودة فيما بين أفراده‏.‏

1- تحث الوصية الأولي على تنفيس الكرب عن الناس‏,‏ وجعلها صلى الله عليه وآله وسلم في صيغة المفرد النكرة لتعظيم الثواب‏,‏ فالحساب على مستوي الكربة الواحدة مع الفارق العظيم بين كرب الدنيا وكرب يوم القيامة‏,‏ وجعلها غير مرتبطة بزمن للحث على فعلها طوال الوقت‏,‏ واختار الفعل نفس لتأكيد الراحة النفسية المصاحبة لزوال الكرب‏,‏ وجعل الثواب من الله مباشرة حيث لا توجد واسطة أو حائل‏,‏ جميع هذه الأمور اجتمعت في الوصية الأولى وهي وصية جامعة مطلقة تصلح لكل زمان ومكان‏.‏

أشكال تنفيس الكرب

2- وفي الوصية الثانية‏,‏ تناول شكلا آخر من أشكال تنفيس الكرب‏,‏ وقد أفردها المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم في وصية بمفردها لتأكيدها والحث عليها وبيان عظم أجرها‏,‏ فالمعسر في كرب مستمر ومن دعائه صلى الله عليه وآله وسلم اليومي (اللهم إني أعوذ بك من الكفر والفقر وعذاب القبر)‏,‏ فاستعاذ عليه الصلاة والسلام من الفقر كأنه بلاء‏,‏ وقرنه بالكفر وعذاب القبر لشدته على المؤمن‏.

وقد جعل الإسلام سهما من اسم الزكاة للغارمين تأكيدا لأهمية التنفيس عن المسلمين في أزماتهم‏,‏ والتيسير على المعسر‏:‏ منه فرض ومنه مندوب‏,‏ أما الفرض فهو الانتظار أي تأجيل الدين لحين ميسرة كما قال تعالى‏:‏ (وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ) ‏[البقرة‏:280],‏ والمندوب هو إسقاط الدين عن المعسر‏,‏ ومن عجائب هذا الفرع أن المندوب هنا له أجر أكبر عند الله من فرضه‏,‏ وهو خلاف ما عليه أغلب الفروع الفقهية من كون الفرض أكثر ثوابا من المندوب إلا في أربعة فروع هذا منها‏,‏ والفرع الثاني هو البدء بالسلام الذي هو سنة وهو أثوب من رد السلام الذي هو فرض‏,‏ والفرع الثالث التطهر قبل الوقت‏, والرابع ختان الذكور قبل بلوغهم‏.

3- والوصية الثالثة تأمر بالستر‏,‏ وهو ضد الفضيحة وعليه مبنى الدين‏,‏ وفي عصرنا يدعو كثير من الناس إلى ما سماه الشفافية ولها معنى صحيح ومعنى قبيح‏,‏ والمعنى القبيح هو الدعوة إلى الاستهانة بالفاحشة وسيئ القول والأخلاق بدعوى الشفافية‏, والشفافية بالمعنى الصحيح هي الصدق وليس الفضيحة‏,‏ قال تعالى‏:‏ (إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آَمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالآَخِرَةِ وَاللهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ) ‏[‏ النور‏:19].‏

4- والحقيقة الكونية الشرعية هي أن الله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه‏,‏ وهي وصية تدل على أن قلب المسلم يتسع للعالمين‏,‏ وأنه دائما على استعداد أن يتعاون على البر والتقوى‏,‏ لا على الإثم والعدوان‏,‏ وأنه كلما تعاون مع أخيه يشعر بأن الله معه‏.

5- والوصية الخامسة تجعل السعي إلى طلب العلم بكل أشكاله هو سعي في طريق الجنة‏,‏ وهي بلاغة لا نجدها إلا في كلام أفصح العرب وسيد المرسلين‏,‏ فشراء الكتاب وحضور المحاضرة والبحث العلمي من موجبات الجنة‏,‏ قال تعالى‏:‏ (قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ) ‏[الزمر‏:9],‏ وبين أن العلم لا يعرف الكلمة الأخيرة فقال‏:‏ (وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا) ‏[طه‏:114],‏ وأنه لابد للباحث والعالم أن يتعلم أبدا‏,‏ قال تعالى‏:‏ (وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ) ‏[يوسف‏:76],‏ وهذا نهايته الخوف من الله‏:‏ (إِنَّمَا يَخْشَى اللهَ مِنْ عِبَادِهِ العُلَمَاءُ) ‏[فاطر‏:28].‏

6- والوصية السادسة توصي بجعل المسجد مؤسسة من مؤسسات المجتمع فيها بناء الإنسان قبل البنيان‏,‏ وفيها الاهتمام بالساجد قبل المساجد‏,‏ وفيها مفاتيح الخير من علم وذكر وفكر‏.‏

7- أما الوصية السابعة‏,‏ فهي تبين المعيار الذي يجب علينا أن نتخذه لقبول الأشياء وردها وتقويم الناس‏,‏ والذي يبنى على المساواة لا على الأحساب والأنساب.‏‏

وأكد علي جمعة، أن هذه هي صورة المجتمع الذي أراده لنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم‏,‏ وهناك قصور شديد في مجتمعنا المعاصر يشكو منه الكل ويطالبون بالعودة إلى الأزمان التي رأيناها‏,‏ فقوة الأمم بقوة المجتمعات‏.