كيف فرضت السعودية إرادتها في معركة النفط مع أمريكا؟
استطاعت السعودية أن تفرض إرادتها وكلمتها في معركة النفط مع الولايات المتحدة الأمريكية بالحفاظ على مصالحها أمام مطالب أمريكا بزيادة إنتاج النفط في محاولة منها لتخفيض السعر.
ومؤخرا توعد مسؤولون غاضبون في واشنطن بـ عواقب بعد أن خفضت منظمة أوبك بقيادة السعودية إنتاج النفط بشدة، مما أدى إلى ارتفاع الأسعار.
إخفاق أمريكي في الضغط على السعودية
وأخفق الرئيس الأمريكي جو بايدن بإقناع السعودية زيادة أنتاج أوبك وذلك بعد أن أعلنت منظمة أوبك + بقيادة السعودية عن خطط لخفض إنتاج النفط بمقدار مليوني برميل يوميًا - وهي خطوة أدت إلى ارتفاع أسعار النفط والبنزين في وقت ارتفاع التضخم، ما أثار غضب الأمريكيين.
ووفق خبراء ومحللون فإن سياسة أوبك هي مصدر إزعاج للرئيس الأمريكي جو بايدن فيما يتعلق بالسياسة الخارجية حيث أن قرار خفض الإنتاج يقلل من تأثير العقوبات الغربية على موسكو مثل مقاطعة النفط الروسي، التي فرضها الاتحاد الأوروبي في شهر يونيو الماضي إذ أن قرار أوبك بلس بخفض الإنتاج، يمكن أن يأتي لروسيا بعائدات أكبر نظرا لارتفاع أسعار النفط المتوقع بعد القرار، بدل أن تخسر جزءا من عائداتها نتيجة المقاطعة الأوروبية.
بدورها حاولت السعودية التقليل من شأن قرار خفض الإنتاج وتبريره في إطار السياسة الاقتصادية وصرح وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية عادل الجبير بأن النفط ليس سلاحا أو طائرة حربية ولا دبابة يمكن إطلاق النار بها كما رأي خبراء أن السعودية ربما أرادت أن توجه رسالة سياسية لواشنطن، ولكنها تتبع مصالحها الاقتصادية قبل كل شيء ومن أجل مشاريعها الاقتصادية والاجتماعية التحديثية واستقرارها العام، ستبقى السعودية معتمدة على مبيعاتها النفطية المربحة.
وعقب قرار أوبك+ وحلفائها خفض الإنتاج صرح الرئيس الأمريكي جو بايدن، بأن خطوة خفض الإنتاج النفطي من مجموعة أوبك كانت غير ضرورية، ووجه جو بايدن وزير الطاقة في إدارته لاستكشاف اتخاذ المزيد من الإجراءات لزيادة الإنتاج المحلي من الخام.
ورغم الضغوط الأمريكية على السعودية وزيارة الرئيس الأمريكي لها مؤخرًا، في محاولة لزيادة الإنتاج قبل قرار أوبك+، إلا أن تلك المحاولات لم تفلح، حيث تؤكد تصريحات المسئولين السعوديين، أن قرارات أوبك، لا تتأثر بالجوانب السياسية، في الوقت الذي تؤكد فيه المملكة العربية السعودية - أكبر منتج للنفط وأعضاء آخرون في منظمة أوبك+، أنهم يسعون لمنع التقلبات في السوق بدلًا من استهداف سعر معين للنفط.