انتشال فتاة تركية بعد 10 أيام تحت أنقاض الزلزال
تمكنت فرق الإنقاذ التركية، فيما وصف بالمعجزة الجديدة، من إخراج فتاة تبلغ من العمر 17 عاما من تحت أنقاض مبنى انهار فى إقليم كهرمان مرعش بجنوب وسط تركيا، بعد 248 ساعة من وقوع الزلزال الهائل الذى أسفر عن مقتل أكثر من 42 ألفا فى كل من تركيا وسوريا.
ويعد انتشال أحياء بعد 10 أيام من أى زلزال أمر غير عادى بالنسبة للعديد من الخبراء.
وقال أحد أعضاء فرق الإنقاذ الطبى التركية أن بوسع من هم تحت الأنقاض البقاء على قيد الحياة بشكل عام لمدة تصل إلى خمسة أيام. وأضاف «أى شيء يتجاوز خمسة أيام يعد من المعجزات»، بحسب ما نقلت وكالة رويترز. كما أوضح دينيز جيزر، أخصائي الباطنة فى مستشفى بمدينة مرسين التركية، أن أحد أكبر مشاكل البقاء على قيد الحياة هو البرد.
وأضاف قائلاً: «لكن بعض المرضى بقوا فى مناطق مغلقة، وتمكنوا بالتالى من الصمود تحت المباني، فى مساحات صغيرة ومغلقة، فضلا عن أن بعضهم كان بحوزته ماء».
وارتفع عدد القتلى بالزلزال المدمر الذى ضرب تركيا وسوريا فى 6 فبراير الجارى إلى أكثر من 42 ألف اليوم الخميس ، وفقًا لأحدث الأرقام الرسمية الصادرة. وقالت إدارة الكوارث والطوارئ التركية (آفاد)، إن عدد قتلى الزلزال فى تركيا ارتفع إلى 36187 قتيلا.
وأضافت أن أكثر من 4300 هزة ارتدادية ضربت منطقة الكارثة منذ الزلزال الأول. أما فى سوريا، فإنه لم يتم العثور على ناجين تحت الأنقاض منذ 4 أيام، مما أدى الى تلاشى الآمال بالعثور على أحياء.
وارتفعت حصيلة الضحايا إلى 7328 بحسب ما أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان. كما أكد مدير المرصد أن هناك الكثير من قتلى الزلزال دفنوا بدون تسجيلهم فى المستشفيات. وشدد على أن هناك الكثير من المفقودين فى المناطق المنكوبة مصيرهم مجهول مشيرا إلى أن حجم الكارثة فى المناطق بالشمال السورى أكبر بكثير من الإمكانيات المتوافرة.
ووصلت خمس طائرات سعودية وإماراتية وإيرانية وليبية إلى مطارات دمشق وحلب واللاذقية تحمل مساعدات إنسانية لمتضررى الزلزال. من جانبه، أعرب السكرتير العام لحلف شمال الأطلنطى «ناتو» ينس ستولتنبرج، عن خالص تعازيه للشعب التركي وأسر ضحايا الزلزال المدمر الذى ضرب جنوب البلاد مشيرا إلى أن هذا الزلزال يعد أخطر كارثة طبيعية تشهدها أراضى الحلف منذ تأسيسه. وقال فى مؤتمر صحفى مع وزير الخارجية التركى مولود تشاوش أوغلو فى أنقرة إن الحلف أرسل فرقًا من المتخصصين فى الإغاثة والإنقاذ إلى المناطق المنكوبة للعمل فى جهود الإنقاذ بالتعاون مع سلطات تركيا، وأضاف أن دول الحلف تعمل على مدار الساعة لنقل المساعدات إلى أنقرة.
وأوضح أن الزلزال يشكل الضربة الأكثر تأثيرًا على تركيا، وأكبر كارثة تضرب إحدى دول حلف الناتو، مؤكدًا دعم الحلف لها. وأكد ستولتنبرج أن تركيز الناتو ينصب على إغاثة المنكوبين من الزلزال ونقل معدات الإيواء إلى تركيا، داعيا إلى عقد مؤتمر للمانحين فى مارس المقبل يركز على إعادة الإعمار فى المناطق المتضررة من الزلزال بتركيا. من جهة أخرى، دعا ستولتنبرج إلى انضمام فنلندا والسويد «الآن» إلى التكتل العسكرى بينما تعطل تركيا منذ مايو الماضى هذه الخطوة.