حوارة فلسطين تستغيث بعد حرقها والتهديد بمحوها
حوارة فلسطين تستغيث بعد حرقها والتهديد بمحوها.. رغم التنديد الدولي عقب حرق بلدة حوارة فى فلسطين المحتلة، أفرجت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، عن غالبية المستوطنين المعتقلين على خلفية الاشتباه بتورطهم في الاعتداءات الإرهابية علي أهالي قرية حوارة وممتلكاتهم، ليلة الأحد الإثنين الماضية.
إطلاق سراح المتورطين فى حرق حوارة
وأمرت المحكمة المركزية فى القدس، بإطلاق سراح ثمانية من أصل 10 معتقلين، وكانت قد أفرجت عن متطرف تاسع بادعاء أنه اعتقل بناء على مذكرة توقيف خاطئة، فيما أصدر وزير الأمن الإسرائيلي، يوآف جالانت، أمر اعتقال إداري بحق مستوطنين اثنين، أحدهما أفرج عنه مساء اليوم، في ظل الضغوط الأمريكية لمحاسبة المسؤولين عن جريمة المستوطنين في بلدة حوارة.
وعلى الرغم من وجود مقاطع فيديو توثق جوانب من اعتداءات المستوطنين في حوارة وغيرها من بلدات منطقة نابلس، والتي يظهر في بعضها جليا مستوطنون وهم يشعلون النار في مباني الفلسطينيين وممتلكاتهم، تزعم جهات التحقيق أن "هناك صعوبة في التعرف عليهم، بذريعة أنهم كانوا ملثمين، وأن جميعهم يلتزم الصمت أثناء التحقيق ولا يتعاونون".
ولليوم الرابع على التوالي، تواصل سلطات الاحتلال الإسرائيلي، إغلاق بلدة حوارة الواقعة إلى الجنوب من مدينة نابلس، شمال الضفة الغربية، مما تسبب بخسائر مالية كبيرة. وفي هذا السياق، قال مسؤول ملف الاستيطان في شمالي الضفة، غسان دغلس، إن "الجيش الإسرائيلي يفرض إغلاقا على بلدة حوارة ويمنع فتح محالها التجارية".
ودعا وزير مالية إسرائيل اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتش، أحد أبرز الأعضاء في حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، أمس الأربعاء لمحو بلدة حوارة الفلسطينية بالضفة الغربية.
مطالبات بالتحقيق مع بتسلئيل سموتريتش بعد حرق حوارة
وطلب 22 خبيرا إسرائيليا بالقانون الدولي من المدعي العام في الاحتلال التحقيق مع وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، واثنين من أعضاء الكنيست المؤيدين للاستيطان بتهمة التسبب في جرائم حرب وتحريضهم على حرق بلدة حوارة.
ويقول الكاتب الفلسطينى، سليمان أبو رشيد، ستأخذ ليلة حرق حوارة موضعها في الوعي الفلسطيني، ليست كحدث شديد الفظاعة شكل ذروة في إرهاب المستوطنين المحميين من جيش الاحتلال ضد أبناء شعبنا فقط، بل ستدخل هذا الوعي كنموذج لفعل استيطاني صهيوني فاشي مفتوح على احتمالات تنفيذه في أي لحظة ضد قرى وتجمعات فلسطينية في كل مكان على جانبي الخط الأخضر، وما تصريحات سموتريتش الداعية إلى محو حوارة، إلا تأكيدا للفعل الحاضر والمستقبلي بهذا الخصوص.
عقيدة لتحترق لهم القرية عند المستوطنين
وتابع، "لتحترق لهم القرية"، هي أصلا "عقيدة" تحولت إلى نشيد جماعي يردده المستوطنون ومن يعتنقون أيديولوجيتهم الصهيونية الدينية المتطرفة، ليس في المناسبات والاحتفالات الدينية والاستيطانية ذات العلاقة فقط، بل وفي حفلات الزفاف والطهور وعلى مدرجات كرة القدم، عندما تكون المنافسة مع فريق عربي بشكل خاص، وقد يضيفون له اسم القرية العربية الفلسطينية المتناسب مع الحدث على غرار "شعفاط تحترق" الذي تردد على ألسنة الآلاف في استاد "تيدي" في القدس مؤخرا.
كذلك، غني عن البيان أن حرق المساجد والكنائس والمنازل الفلسطينية، هي جزء أصيل من العمل الإرهابي الذي مارسته عصابات المستوطنين ضد أهلنا ومقدساتنا على جانبي الخط الأخضر، ابتداء من محاولة إحراق المسجد الأقصى مرورا بحرق كنيسة "الخبز والسمك" في طبرية، وانتهاء بحرق جثة الطفل محمد أبو خضير بعد قتله، وإحراق عائلة دوابشة الفلسطينية داخل بيتها في قرية دوما، شمالي الضفة.
بلدة حوارة شاهد على تاريخ فلسطين القديم
حوارة، تلك البلدة التاريخية تقع على الطريق الروماني القديم الذي يربط “شكيم” في نابلس بمدينة القدس، وهذ يعني أنها كانت أساسا طريق القوافل عبر التاريخ الطويل في المنطقة التي شهدت صراعات واحتلالات كثيرة.
ذهبت احتلالات وإمبرطوريات كثيرة طوال تاريخ فلسطين القديم، لكن حوارة بقيت راسخة بفعل انبساطها من جانبها الغربي على شريط من سهل ضيق، واتكائها على جبل في جانبها الشرقي، وبقيت تقوم بذات الدور الحيوي المتمثل في كونها الممر الرئيسي، شبه الوحيد، ما بين شمال الضفة الغربية ووسطها وجنوبها.
بعض مراجع التوثيق في فلسطين تفسر كلمة “حوارة” بأنها من اللغة السريانية؛ وتعني البياض، أي الندية أو البقعة البيضاء، وذلك نسبة لتراب موقع البلدة، الذي يعرف بالعامية بكلمة (حُوَّر).
وترتفع بلدة حوارة عن سطح البحر ما يقرب من 500 متر، وتقع على مساحة عمرانية تقدر بـ990 دونما، من ضمن أراضيها البالغة 7,980 دونم. (الدونم= 1000 متر مربع). وتحدّها من الشرق قريتا أودلا وبيتا، ومن الغرب بلدة عينابوس وأراضي بلدة جماعين، ومن الجهة الشمالية الغربية أراضي عصيرة القبلية وبورين، ومن الجهة الشرقية الشمالية بلدة عورتا.