الدول الأكثر تضررا حال وصول برميل النفط إلى 100 دولار
تسببت قرارات المساهمين الرئيسيين في مجموعة أوبك +، بتخفيض الإنتاج، في ارتفاع أسعار النفط عالميا، وسط توقعات بتضرر العديد من دول العالم، المستوردين للنفط بكميات كبير، والتي يأتي من أبرزها الهند كوريا الجنوبية واليابان.
وقال عدد من المحللين إن كبار مستوردي النفط سوف يتعرضون لضرر كبير في حال وصول الأسعار إلى 100 دولار للبرميل، بحسب موقع CNBC عربية.
قرار خفض انتاج النفط
وكانت مجموعة أوبك + أعلنت عن خفض الإنتاج بمقدار 1.16 مليون برميل يوميًا، في خطوة لم تكن تتوقعها أسواق النفط.
وقال بافيل مولتشانوف العضو المنتدب لبنك الاستثمار الخاص، إنها ضريبة على كل اقتصاد مستورد للنفط، مضيفا أن الولايات المتحدة ليست هي التي ستشعر بأكبر قدر من الضرر من وصول النفط إلى 100 دولار، بل ستكون الدول التي ليس لديها موارد بترولية محلية، مثل اليابان والهند وألمانيا وفرنسا، على سبيل المثال لا الحصر.
من المقرر أن تبدأ التخفيضات الطوعية من قبل الدول الأعضاء في أوبك في مايو وتستمر حتى نهاية عام 2023، وستخفض كل من السعودية وروسيا إنتاج النفط بمقدار 500 ألف برميل يوميًا حتى نهاية هذا العام، في حين أن أعضاء آخرين في أوبك مثل الكويت وسلطنة عمان والعراق والجزائر وكازاخستان يخفضوا الإنتاج أيضا.
الدول المعتمدة على واردات النفط
قال مدير Eurasia Group هينينغ جلويستين، إن المناطق الأكثر تضررا من خفض المعروض النفطي وارتفاع أسعار النفط المرتبط بذلك هي تلك التي تتمتع بدرجة عالية من الاعتماد على الواردات النفطية وحصة عالية من الوقود الأحفوري في أنظمة الطاقة الأولية الخاصة بها.
وأضاف: هذا يعني أن الأكثر تعرضًا هي صناعات الأسواق الناشئة التي تعتمد على الاستيراد، وخاصة في جنوب وجنوب شرق آسيا، فضلًا عن الصناعات الثقيلة المعتمدة على الاستيراد في اليابان وكوريا الجنوبية.
الهند ثالث أكبر مستهلك للنفط في العالم
الهند هي ثالث أكبر مستهلك للنفط في العالم، وكانت تشتري النفط الروسي بخصم كبير منذ فرض العقوبات على روسيا عقب الحرب الروسية الأوكرانية، ووفقًا لبيانات حكومية، ارتفعت واردات الهند من النفط بنسبة 8.5% في فبراير الماضي، مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.
وقال جلويستين، إنه إذا ارتفع النفط أكثر، حتى الخام الروسي المخفض سيبدأ في الإضرار بنمو الهند.
اليابان أهم مصدر للطاقة في اليابان
ويعد النفط هو أهم مصدر للطاقة في اليابان ويمثل حوالي 40% من إجمالي إمدادات الطاقة.
وقالت وكالة الطاقة الدولية: "نظرا لعدم وجود إنتاج محلي ملحوظ، تعتمد اليابان بشكل كبير على واردات النفط، حيث يأتي ما بين 80% إلى 90% من منطقة الشرق الأوسط".
كوريا الجنوبية
بالمثل بالنسبة لكوريا الجنوبية، يشكل النفط الجزء الأكبر من احتياجاتها من الطاقة، وفقًا لشركة الأبحاث المستقلة Enerdata.
وأشار مولتشانوف إلى أن كوريا الجنوبية وإيطاليا معتمدتان على النفط المستورد بأكثر من 75%.
فيما قال جلويستين إن الصين كانت أقل انكشافًا بسبب إنتاج النفط المحلي، بينما تعتمد أوروبا ككل بشكل أساسي على الطاقة النووية والفحم والغاز الطبيعي بدلًا من الوقود الأحفوري في مزيج الطاقة الأولية.
التأثير على الاقتصادات الناشئة
وأوضح مولتشانوف أن بعض الأسواق الناشئة التي لا تملك القدرة بالعملات الأجنبية لدعم واردات الوقود هذه، سوف تتأثر سلبًا بسعر برميل النفط عند 100 دولار، ووصف الأرجنتين وتركيا وجنوب إفريقيا وباكستان على أنها اقتصادات محتملة ستتضرر، مشيرا إلى إن سريلانكا التي لا تنتج النفط محليًا وتعتمد بنسبة 100% على الواردات - هي أيضًا عرضة لضربة أشد.