في ظل الأزمة الاقتصادية.. هل يتم إطلاق عملة عربية موحدة قريبا؟
في ظل الأزمة.. هل يتحول حلم وجود عملة عربية موحدة إلى حقيقة؟... تتجه بعض الدول التي تواجه عملتها المحلية ضغوطا "يجمعها اتحاد أو تكتل" إلى طرق جديدة ومتطورة تساعدها في الحفاظ على عملتها، وهي توحيد العملة التجارية، واستخدام عملة موحدة وربما إنشاء بنك موحد، كما هو الحال "داخل دول الاتحاد الأوروبي".
أهمية إطلاق عملة عربية موحدة
وطرحت فكرة تبنّي عملة عالمية منذ مدّة طويلة، لكن تطبيق هذه الفكرة على أرض الواقع لا يزال حتى يومنا هذا أمرًا بعيد المنال.
أما فيما يتعلق بالدول العربية، فقد برزت فكرة إنشاء عدد من المشروعات الاقتصادية الموحدة، وكان من بينها: سوق عربية مشتركة، وبنك عربي موحد، وعملة عربية موحدة، ولكن كل هذه الأفكار ظلت حبيسة الأدراج، رغم أن دولا أخرى وتكتلات سياسية تطبق الأمر فيما بينها، فهل الأزمة الاقتصادية العالمية تكون محركا لبلورة مشروع عربي موحد؟.
يقول الدكتور محمد يونس الخبير الاقتصادي، إن هناك العديد من المزايا الاقتصادية في توحيد العملات في عملة عربية موحدة، ومنها: تسهيل التجارة بين الدول العربية وتوفير الاستقرار المالي والاقتصادي، كما تساعد على تحسن الوضع المالي للعديد من الدول العربية خاصة الدول النامية التي كانت ضحية التضخم.
وأضاف يونس- خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، أن توحيد العملة في عملة عربية موحدة يساعد على زيادة التعاون بين الدول العربية، مما يساعد في توازن بين اقتصادات الدول العربية.
وأشار يونس: "إذا تعاونت الدول على توحيد عملاتها في عملة عربية موحدة، فسيكون تطورا كبيرا في جميع الاقتصادات العربية، وتطوير الموارد واستثمارها بشكل جيد، مما يزيد من المعاملات والتبادلات التجارية".
قوة الدولار في الاقتصاد العالمي
ومن ناحية أخرى، يشكل الدولار نحو 60% من احتياطات الدول من العملات الأجنبية، وهو ما يمثل أهمية الدولار الكبيرة، إضافة إلى كونه عملة الاقتصاد العالمي الرئيسة، فضلا عن سيطرته على حركة التجارة الدولية، حيث تتم تسوية المعاملات التجارية الخاصة بالسلع مثل النفط والغاز والقمح وغيرها، إضافة إلى المعادن مثل الذهب والفضة والنحاس بالدولار، كما يشكل أهميةً في أسواق الدين الدولية؛ وتخطت نسبة الديون العالمية المقومة بالدولار بين 2010 و2020 حاجز 60% من إجمالي تلك الديون.
ومع اتجاه بنك الاحتياطي الفيدرالي في الولايات المتحدة لرفع الفائدة صعد سعر الدولار بصورة كبيرة مقابل كل العملات؛ وهو ما أثر بشكل كبير على الاستقرار المالي في تلك الدول مع تآكل الاحتياطات الأجنبية.
فيما اتجهت العديد من الدول للبحث عن حلول للتخلي عن الدولار مثل تفعيل التجارة بالعملة المحلية بين الأطراف وهو ما تبنته روسيا والصين مع العديد من الدول بجانب زيادة نسبة الاحتياطات من الذهب ليكون بديلًا للدولار، إلا أن تلك الجهود تظل ضئيلة وغير كافية لإنهاء هيمنة الدولار على الأقل في الوقت الحالي.
وكشف مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار التابع لمجلس الوزراء، من خلال فيديو جديد أهمية الدولار للاقتصاد العالمي، حيث ارتبط ظهور النقود خلال التاريخ الإنساني بشكل أساسي بالتوسع في الأنشطة الاقتصادية والتجارية؛ حيث احتاج الإنسان إلى وسيلة أكثر سهولة ومرونة لإتمام معاملاته التجارية لتحل بديلًا لنظام المقايضة.