لقاء مرتقب بين البرهان وحميدتي في السعودية
لقاء مرتقب بين البرهان وحميدتي في السعودية.. قالت مصادر خاصة لـ"سكاي نيوز عربية"، نقلا عن مسئول أمريكي، إن جهودًا جارية لإطلاق وساطة لحل الأزمة السودانية، في لقاء يجمع البرهان وحميدتي وتستضيفه العاصمة السعودية الرياض.
ولم يتم ذكر أي تفاصيل عن موعد اللقاء، والأطراف الراعية للمبادرة.
وتفجر العنف في البلد العربي الأفريقي منذ 10 أيام حينما اشتبك الجيش وقوات الدعم السريع.
وخلال اليومين الماضيين أجلت دول عربية وغربية رعاياها وبعثاتها الدبلوماسية من الخرطوم بعد أن تدهورت الأوضاع الأمنية والإنسانية وباتت تنذر بكارثة.
وأشارت المصادر الأمريكية التي تحدثت لـ"سكاي نيوز" إلى أن جهود الوساطة تسعى لجمع قائد الجيش الفريق أول عبدالفتاح البرهان ومحمد حمدان دقلو "حميدتي" قائد قوت الدعم السريع في لقاء في الرياض خلال أسابيع.
والبرهان ودقلو هما قطبا الصراع العسكري في السلطة في السودان الذي أطاح بحكم الرئيس المعزول عمر البشير في 2019.
والصدام الحالي هو الأخطر في تاريخ البلاد التي عانت لسنوات من حروب أهلية.
ولا تزال المعارك دائرة حول مقار سيادية في العاصمة الخرطوم منذ بدء القتال بين القوتين العسكريتين، ما يشير إلى عدم قدرة أي طرف على حسم الصراع لصالحه حتى الآن.
ولم تصمد هدن متعاقبة في تخفيف حدة الأزمة الإنسانية في الخرطوم ومدن أخرى جراء القتال الدائر الذي استخدم فيه طائرات حربية وأسلحة ثقيلة.
من ناحية أخرى كشف الجيش السوداني أن قوات الدعم السريع ارتدت أزياء الشرطة العادية وشرطة الاحتياطي المركزي للقيام بالمزيد من عمليات الاعتداء على المواقع ونشر الفوضى، بحسب وصفه.
وقال في بيان اليوم الاثنين: إن “قوات الدعم السريع بدأت تتوسع في إطلاق سراح نزلاء بعض السجون وعمليات النهب والاستيلاء على ممتلكات المواطنين والقتل العشوائي”.
حقيقة قصف الجيش السوداني لمناطق سكنية
ونفى الجيش السوداني اتهامات قوات الدعم السريع له بقصف مناطق مدنية جويًا، مؤكدًا أنه يتجنب الدخول في معارك كبيرة وسط الأحياء السكنية.
وقال في بيان الاثنين إن القوات المسلحة "لا يمكن أن تستهدف مواطنيها بتدمير منازلهم وضربهم بالقوات الجوية، وشعبنا يعلم ذلك"، موضحًا أنه تجنب "الدخول في معارك كبيرة وسط الأحياء السكنية مقابل طول أمد المواجهات من أجل المحافظة على أرواح المواطنين وممتلكاتهم".
اشتباكات السودان تطال الأحياء السكنية
كما اتهم قوات الدعم السريع باتخاذ الأحياء والمناطق المكتظة بالسكان ملاذًا لنشر قواتهم وعرباتهم متخذين من المدنيين دروعًا بشرية.
إلى ذلك أضاف أن القوات المسلحة "ستستمر في بذل الأرواح لحماية خياراته في إقامة دولة مدنية راشدة على أساس صحيح وسليم ولن تسلم البلاد لقمة سائغة لأشخاص وضعوا هدف الاستحواذ على هذه البلاد لتحويلها إلى ملكية خاصة".
فيما نفى صحة ما ورد في بيانات قوات الدعم السريع بشأن المساعدة والتنسيق في إجلاء رعايا ومبعوثي الدول، قائلًا إن دول العالم "لا يمكن أن تتواصل مع قوة متمردة على الدولة مهما حاولت تقمص شخصية الدولة بالكذب والتضليل".
انفجارات بمحيط مطار الخرطوم
يشار إلى أن الاشتباكات بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع التي يترأسها محمد حمدان دقلو، الملقب بحميدتي، تجددت الاثنين، بعد انتهاء هدنة عيد الفطر التي امتدت لـ3 أيام منذ يوم الجمعة الفائت.
وسمع دوي انفجارات في محيط مطار العاصمة الخرطوم، بحسب ما أفادت معلومات قناة العربية الإخبارية.
كما شوهدت أعمدة الدخان تتصاعد من المطار الذي لا يزال متوقفًا عن العمل بسبب الأوضاع الأمنية منذ الأسبوع الماضي.
مقتل مدنيين جنوب الخرطوم
أما في منطقة الكلاكلة جنوب الخرطوم، فأفيد عن مقتل 7 مدنيين جراء قصف مروحية للجيش.
وكانت نقابة أطباء السودان قد أوضحت بوقت سابق الاثنين أن عددًا من المدنيين سقطوا في منطقة الكلاكلة، لافتة إلى أن المستشفى التركي مكتظ بعدد كبير من الإصابات الخطرة.
في حين اتهمت قوات الدعم السريع "الجيش بتنفيذ غارة جوية على أحياء سكنية متفرقة من العاصمة، واستهداف المدنيين في حي الدوحة بأم درمان ومنطقة الكلاكلة جنوب الخرطوم".
يذكر أن حدة الاشتباكات تراجعت نسبيًا خلال الأيام الماضية، جراء هدنة عيد الفطر التي أعلن الطرفان المتحاربان يوم الجمعة الماضي الالتزام بها لمدة 72 ساعة، وبسبب استمرار عمليات إجلاء الدول الغربية لمواطنيها أيضًا من البلاد.
فيما يتوقع العديد من المراقبين أن تستعر حدة القتال مجددًا مع تراجع عمليات الإجلاء، وسط تخوف من أن يطول أمد الحرب وتتوسع، لاسيما مع تمسك البرهان وحميدتي بهزيمة أحدهما الآخر.