أسماء مصر في القرآن الكريم.. من بينها المدينة وخزائن الأرض
أسماء مصر في القرآن الكريم.. من بينها المدينة وخزائن الأرض.. كلنا يعلم أن مصر ذكرت في القرآن الكريم في أكثر من خمسة مواضع، لكن ربما يعلم البعض أن مصر وبحسب المفسرين وردت لها العديد من المسميات في القرآن الكريم أيضا كما دعا لـ مصر بعض الأنبياء والصالحين وكذلك هناك العديد من الأحاديث التي وردت بشأنها نوردها في هذا التحقيق فإلي التفاصيل.
أسماء مصر في القرآن الكريم
ذكرت مصر في القرآن الكريم أكثر من خمس مرات صريحة باللفظ، حيث يقول الله تعالى (اهْبِطُوا مِصْرًا فَإِنَّ لَكُم مَّا سَأَلْتُمْ). (سورة البقرة:61)
(وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ مُوسَىٰ وَأَخِيهِ أَن تَبَوَّآ لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتًا). (سورة يونس:87)
(وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِن مِّصْرَ لِامْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ). (سورة يوسف:21)
(ادْخُلُوا مِصْرَ إِن شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ). (سورة يوسف:99)
(وَنَادَىٰ فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَٰذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِن تَحْتِي). (سورة الزخرف:51)
المدينة
ويقول البعض إن مصر ذكرت أيضا في العديد من آيات القرآن بالإيماء والتعريض، حيث وردت تحت مسمى المدينة في قصة يوسف عليه السلام حيث يقول الله تعالى (وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَتُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَن نَّفْسِهِ). (سورة يوسف:30)
خزائن الأرض
ووصفت أيضا مصر في نفس السورة، وهي سورة يوسف بـ "خزائن الأرض" حيث يقول الله تعالى على لسان نبيه يوسف (قَالَ اجْعَلْنِي عَلَىٰ خَزَائِنِ الْأَرْضِ ۖ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ). (سورة يوسف:55)
أسماء مصر في القرآن الكريم
الأرض
وكذلك سميت بـ"الأرض"، في العديد من الآيات التي تجاوزت العشر، حيث يقول الله تعالى (وَكَذَٰلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ يَتَبَوَّأُ مِنْهَا حَيْثُ يَشَاءُ). (سورة يوسف:56)
وكذلك قوله تعالى (فَلَمَّا اسْتَيْأَسُوا مِنْهُ خَلَصُوا نَجِيًّا ۖ قَالَ كَبِيرُهُمْ أَلَمْ تَعْلَمُوا أَنَّ أَبَاكُمْ قَدْ أَخَذَ عَلَيْكُم مَّوْثِقًا مِّنَ اللَّهِ وَمِن قَبْلُ مَا فَرَّطتُمْ فِي يُوسُفَ ۖ فَلَنْ أَبْرَحَ الْأَرْضَ حَتَّىٰ يَأْذَنَ لِي أَبِي أَوْ يَحْكُمَ اللَّهُ لِي ۖ وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ). (سورة يوسف:80)
وقوله أيضا (إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِّنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ ۚ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ). (سورة القصص:4)
وقوله (وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ). (سورة القصص:5)
وقوله (وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُم مَّا كَانُوا يَحْذَرُونَ). (سورة القصص:6)
وقوله تعالى (وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَىٰ وَلْيَدْعُ رَبَّهُ ۖ إِنِّي أَخَافُ أَن يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَن يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ). (سورة غافر:26)
وقوله أيضا (يَا قَوْمِ لَكُمُ الْمُلْكُ الْيَوْمَ ظَاهِرِينَ فِي الْأَرْضِ فَمَن يَنصُرُنَا مِن بَأْسِ اللَّهِ إِن جَاءَنَا ۚ قَالَ فِرْعَوْنُ مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَىٰ وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ). (سورة غافر:29)
وقوله أيضا (وَقَالَ الْمَلَأُ مِن قَوْمِ فِرْعَوْنَ أَتَذَرُ مُوسَىٰ وَقَوْمَهُ لِيُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ ۚ قَالَ سَنُقَتِّلُ أَبْنَاءَهُمْ وَنَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قَاهِرُونَ). (سورة الأعراف:127)
وقوله (قَالَ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا ۖ إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ ۖ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ). (سورة الأعراف:128)
وقوله (قَالُوا أُوذِينَا مِن قَبْلِ أَن تَأْتِيَنَا وَمِن بَعْدِ مَا جِئْتَنَا ۚ قَالَ عَسَىٰ رَبُّكُمْ أَن يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ). (سورة الأعراف:129)
وقوله (وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا ۖ وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَىٰ عَلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُوا ۖ وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُوا يَعْرِشُونَ). (سورة الأعراف:137)
وقوله (يُرِيدُ أَن يُخْرِجَكُم مِّنْ أَرْضِكُم بِسِحْرِهِ فَمَاذَا تَأْمُرُونَ). (سورة الشعراء:35)
ورد في كتب التفسير أن الأرض في الآيات السابقة المراد بها مصر، وقالوا (بَارَكْنَا فِيهَا) المقصود بها النيل، فالبركة في مصر جعلها الله تعالى في نهر النيل حيث قال الله تعالى عن بني إسرائيل (فَأَخْرَجْنَاهُم مِّن جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ وَكُنُوزٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ). (سورة الشعراء:57) وفي سورة الدخان: (كَمْ تَرَكُوا مِن جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (25) وَزُرُوعٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ (26) وَنَعْمَةٍ كَانُوا فِيهَا فَاكِهِينَ (27) كَذَٰلِكَ ۖ وَأَوْرَثْنَاهَا قَوْمًا آخَرِينَ (28).
المدينة
كما أطلق لفظ المدينة علي مصر في قصة قتل موسى عليه السلام بالخطأ حيث يقول الله تعالى (وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَىٰ حِينِ غَفْلَةٍ مِّنْ أَهْلِهَا فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلَانِ هَٰذَا مِن شِيعَتِهِ وَهَٰذَا مِنْ عَدُوِّهِ ۖ فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِن شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ فَوَكَزَهُ مُوسَىٰ فَقَضَىٰ عَلَيْهِ ۖ قَالَ هَٰذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ ۖ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُّضِلٌّ مُّبِينٌ). (سورة القصص:15)
وكذلك في قوله تعالى (فَأَصْبَحَ فِي الْمَدِينَةِ خَائِفًا يَتَرَقَّبُ فَإِذَا الَّذِي اسْتَنصَرَهُ بِالْأَمْسِ يَسْتَصْرِخُهُ ۚ قَالَ لَهُ مُوسَىٰ إِنَّكَ لَغَوِيٌّ مُّبِينٌ). (سورة القصص:18)
وكذلك قوله تعالى (وَجَاءَ رَجُلٌ مِّنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَىٰ قَالَ يَا مُوسَىٰ إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ). (سورة القصص:20) وقال أيضا (قَالَ فِرْعَوْنُ آمَنتُم بِهِ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ ۖ إِنَّ هَٰذَا لَمَكْرٌ مَّكَرْتُمُوهُ فِي الْمَدِينَةِ لِتُخْرِجُوا مِنْهَا أَهْلَهَا ۖ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ). (سورة الأعراف:123)
ويقول المفسرون في بعض كتب التفسير أن المدينة في الآية السابقة هي منف وكان فرعون بها، ومدينة منف في صعيد مصر وكان بها قصر فرعون.
أسماء مصر في القرآن الكريم
الربوة
في قصة عيسى ابن مريم وأمه مريم عليهما السلام حكى القرآن عن مصر(وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً وَآوَيْنَاهُمَا إِلَىٰ رَبْوَةٍ ذَاتِ قَرَارٍ وَمَعِينٍ). (سورة المؤمنون:50) والربوة هي المكان المرتفع المخضر، وأجمع علماء الجغرافيا على أن الربى وهي جمع ربوة لا توجد إلا في مصر فقط.
مبوأ صدق
(وَلَقَدْ بَوَّأْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ مُبَوَّأَ صِدْقٍ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ فَمَا اخْتَلَفُوا حَتَّىٰ جَاءَهُمُ الْعِلْمُ ۚ إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ). (سورة يونس:93) والمبوأ يعني المكان والمقصود به مصر.
(وَمَثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ وَتَثْبِيتًا مِّنْ أَنفُسِهِمْ كَمَثَلِ جَنَّةٍ بِرَبْوَةٍ أَصَابَهَا وَابِلٌ فَآتَتْ أُكُلَهَا ضِعْفَيْنِ فَإِن لَّمْ يُصِبْهَا وَابِلٌ فَطَلٌّ ۗ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ). (سورة البقرة:256)
وعرفنا سابقًا أن الرُبى لا توجد إلا في مصر.
(وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِن فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِّلسَّائِلِينَ). (سورة فصلت:10)
قال عكرمة: من الأقوات القراطيس والقراطيس لا توجد إلا في مصر.والقراطيس المراد بها الورق، والورق أصل صنعته مصر، لأنه يصنع من شجر البردي وشجر البردي تمتاز به مصر من دون أقطار العالم.
(إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ). (سورة الفجر:7) قالوا: إرم هذه تطلق على الإسكندرية.
أم الدنيا
قدم المؤرخ والباحث الأثرى "اسماعيل حامد"، أسرار إطلاق اسم أم الدنيا على مصر، حيث كشف أن هذا المسمى يرجع إلى أيام وعهد نبي الله نوح عليه السلام، حيث جاء هذا اللفظ في دعائه لحفيده "مصر ايم ابن حام"، وهو الذي تنتسب إلي اسمه أرض مصر عندما جاء ليسكن بأرضها، فقد دعا نوح عليه السلام لحفيده بالبركة وكذلك للأرض التي سيقيم عليها وهي أرض مصر، ودعا له بأن تكون هذه الأرض هي" أم البلاد" أو"أم الدنيا" كما يشاع اليوم، حيث يقول نبي الله نوح لحفيده مصرايم "اللهم بارك فيه وفي ذريته وأسكنه الأرض المباركة ( وهي أرض مصر)، والتي هي أم البلاد وغوث العباد ونهرها أفضل أنهار الدنيا، واجعل فيها أفضل البركات".
دعاء الأنبياء لمصر
روى عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه قال: «يقول الله عز وجل، نيل مصر خير أنهارى، أسكن عليه خيرتى من عبادى، فمن أرادهم بسوء كنت لهم من ورائهم».
وروى عن عقبة بن مسلم عن النبى «ص» قال: «يقول الله تبارك وتعالى يوم القيامة لساكنى مصر: ألم أسكنكم مصر وكنت تشبعون من مائها؟.
وقال صلى الله عليه وسلم: «مصر كنانة الله فى أرضه، ما طلبها عدو إلا أهلكه الله».
وعن عبد الله بن عباس: دعا نوح عليه الصلاة والسلام لابنه مصرايم بن حام أبا مصر فقال: «اللهم إنه قد أجاب دعوتى فبارك فيه وفى ذريته، وأسكنه الأرض الطيبة المباركة التى هى أم البلاد وغوث العباد». ويقصد بها مصر.
وروى أنه لما دخل سيدنا يوسف عليه الصلاة والسلام إلى مصر وأقام بها قال: «اللهم إنى غريب فحببها إلىَّ وإلى كل غريب»، فمضت دعوة يوسف، فلم يدخل مصر غريب إلا أحب المقام بها.
وقال الرسول الكريم محمد بن عبد الله «ص» لأصحابه: «إذا فتح الله عليكم بعدى مصر، فاتخذوا من أهلها جندًا كثيفًا، فذلك الجند خير أجناد الأرض». فقال أبو بكر ولم ذلك يا رسول الله؟! قال: «لأنهم وأزواجهم فى رباط إلى يوم القيامة».
عن عبدالله بن عمر «رضى الله عنهما»، قال: «البركة عشر بركات، ففى مصر تسعة، وفى الأرض كلها واحدة، ولا تزال فى مصر بركة أضعاف ما فى جميع الأرض».
قال عبدالله بن عمر عن النبى صلى الله عليه وسلم قال: «لما خلق الله آدم مثل له الدنيا شرقها وغربها وسهلها وجبلها وأنهارها، فلما رأى مصر رآها أرضًا سهلة ذات نهر جار مادته من الجنة، تنحدر فيه البركة وتمزجه الرحمة ورأى جبلًا من جبالها مكسوا نورًا لا يخلو من نظر الرب إليه بالرحمة، فى سفحه أشجار مثمرة، فروعها فى الجنة تسقى بماء الرحمة، فدعا آدم للنيل بالبركة، ودعا فى أرض مصر بالرحمة والبر والتقوى، وبارك على نيلها وجبلها سبع مرات».