تزايد التعاطف العالمي مع غزة.. الصحافة الأمريكية:مكانة واشنطن عالمياً في خطر
أكدت الصحافة الامريكية، خطورة طول مدة الحرب الإسرائيلية الوحشية التي تستهدف المدنيين في غزة، بأنها ستثير الغضب بشكل أوسع في المنطقة، بالإضافة إلى التعاطف العالمي مع القضية الفلسطينية، والشعب الفلسطيني الذي يواجه الإبادة والتهجير.
ورصد موقع "مصر24" تحليل كبرى الصحف الأمريكية، بعد شهر من الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة، والتي أسفر عن استشهاد أكثر من 11 ألف فلسطيني، غالبيتهم من النساء والأطفال، في الوقت الذي تواصل قوات الاحتلال قصف المستشفيات بشكل ممهنج.
وقالت" نيويورك تايمز"، عن مسؤولين أمريكيين قولهم إن الجيش الإسرائيلي لديه وقت محدود لتنفيذ عملياته في غزة قبل أن يؤدي الغضب بين العرب في المنطقة والإحباط في الولايات المتحدة ودول أخرى بشأن ارتفاع عدد القتلى المدنيين إلى تقييد هدف الاحتلال المتمثل في القضاء على حماس.
وأوضحت في تقرير «The New York Times» "أن كبار المسؤولين يضغطون على إدارة بايدن من أجل إجبار إسرائيل لبذل المزيد من الجهود لتقليل الخسائر في صفوف المدنيين". وصرح الجنرال تشارلز براون جونيور، رئيس هيئة الأركان المشتركة، "بأنه يشعر بالقلق من أن كل مدني يُقتل في غزة يمكن أن يولد أفراداً جدد لصفوف حماس في المستقبل".
مضيفاً "وكلما طال أمد الحملة العسكرية الإسرائيلية، زادت فرصة أن يؤدي الصراع إلى إشعال حرب أوسع نطاقا". حسبما قال العديد من المسؤولين في إدارة بايدن. من الناحية الاستراتيجية، قال براون إن الوقت "ليس بالضرورة في صالح إسرائيل".
وأشارت الصحيفة بأنه، كلما طال أمد حملة القصف، كلما أصبحت إسرائيل وحليفتها الولايات المتحدة أكثر عزلة في الوقت الذي تدعو فيه الدول في جميع أنحاء العالم إلى وقف إطلاق النار.
تحذير للولايات المتحدة بشأن مكانتها
مع مرور شهر على حرب غزة، يقول القادة والمحللون العرب إن دعم الرئيس بايدن الثابت للقادة الإسرائيليين، حتى مع تصاعد عدد قتلى المدنيين الفلسطينيين، يهدد بإلحاق ضرر دائم بمكانة واشنطن في المنطقة وخارجها، محذرين من أن تقبل الولايات المتحدة للهجمات على مخيمات اللاجئين والمستشفيات والمباني السكنية يمكن أن يؤدي إلى تحطيم النفوذ الأمريكي لسنوات قادمة.
وأشار تقرير للواشنطن بوست، «Washington Post» يتجه الغضب بشكل متزايد نحو الولايات المتحدة، وليس فقط ضد إسرائيل، وكان مصدرًا دائمًا للاحتكاك طوال رحلات وزير الخارجية أنتوني بلينكن في الشرق الأوسط وآسيا خلال الأسبوع الماضي.
ويعترف مسؤولو إدارة بايدن بالتحدي الذي يواجهونه بينما يوازنون بين الدعم لإسرائيل والخسائر الفادحة بين المدنيين في غزة. يقول المسؤولون إنهم متفائلون بأنه إذا انتهى الرد الإسرائيلي بسرعة - على سبيل المثال، من خلال القضاء على القيادة العليا لحماس - فإن التداعيات طويلة المدى بالنسبة للولايات المتحدة ستكون أقل.
ويقول المحللون، إن المخاوف الأمريكية بشأن تراجع النفوذ في الشرق الأوسط تسبق بفترة طويلة بداية عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر/ تشرين الأول، لكن الوضع الحالي من المحتمل أن يسرع ويعمق التداعيات.
وأضاف التقرير "بالنسبة لعالم منقسم بالفعل حول الغزو الروسي لأوكرانيا، فإن أزمة غزة تقدم مبرراً لأولئك الذين يريدون استغلالها، وهو أن الدول الغربية تهتم بمقتل الأوكرانيين المسيحيين البيض أكثر من اهتمامها بالمسلمين غير البيض في الشرق الأوسط".
ووضعت الخسائر التي خلفتها الحرب المسؤولين الأميركيين في موقف لا يمكن الدفاع عنه. حيث يعترف الكثيرون سراً بعدم ارتياحهم إزاء استهداف إسرائيل لمجمعات المدنيين.