مواقف عربية لا تنسى.. كواليس الساعات الأخيرة قبل بيان 3 يوليو
«لولا تدخل الأشقاء العرب بعشرات المليارات من الدولارات فى عامى 2013 و2014 لم تكن لمصر قائمة حتى الآن» هذه العبارة قالها الرئيس المصرى عبدالفتاح السيسى خلال حفل «إفطار الأسرة المصرية» الماضي، فبعد نجاح ثورة 30 يونيو 2013 حينما خرج الشعب المصرى فى الشوارع والميادين لإسقاط حكم طيور الظلام.
صدر بيان 3 يوليو تلبية لمطالب المصريين بإزاحة حكم الإخوان، وتولى رئيس المحكمة الدستورية المستشار عدلى منصور حكم مصر بشكل مؤقت، بعدما عانت مصر طيلة عام من حكم الإخوان، للنهب والسرقة وتهميش الكوادر وتكبدت خسائر فادحة بسبب محاولات أخونة الدولة على حساب الأرواح ومصلحة الوطن وشعبه الأصيل.
إلا أن يد المساعدة العربية لحقت بمصر من السقوط فى توابع حكم الإرهاب الذى حاول النيل منها، ولم يتوان أى منهم عن الدعم والمساندة كعادة الأشقاء.
مساندة اقتصادية
تمثلت المساعدة بداية حينما قررت دولة الإمارات الشقيقة تقديم الدعم العاجل لمصر بقيمة ثلاثة مليارات دولار، وكذلك الكويت التى لم تتوان عن مساعدة مصر بأربعة مليارات دولار، وكذلك السعودية بخمسة مليارات دولار، لدعم استقرار مصر.
وبالإضافة إلى المساعدات المالية خصوصاً الإماراتية-السعودية، التى استمرت طوال عامى 2013، 2014، إلا أن الدعم السياسى وعلى المستوى العالمى لمصر وتصحيح الصورة وإيصال صوت الشعب المصرى بشكل سليم وصحيح فى المحافل الدولية لم يقل أهمية عن الدعم المادي، خصوصاً مع الدبلوماسية الأمريكية والأوروبية.
وواصل الدعم الخليجى دعم الاقتصاد المصرى عقب قرار تحرير سعر صرف الجنيه المصري، وقامت شركة موانئ دبى السخنة، إحدى الشركات الكبرى التى تمتلك موانئ على مستوى العالم، باتخاذ قرار تاريخى بالبدء فى 1 فبراير 2016، بإلغاء التعامل بالدولار على الخدمات الأرضية المقدمة لأصحاب ومستلمى البضائع.
والتعامل بالجنيه المصري، كما قدمت دول الخليج فى هذا العام وديعة مالية إلى مصر قدرها مليار دولار لدى البنك المركزى المصرى لمدة 6 سنوات والتى ساهمت بشكل كبير فى دعم سوق الصرف فى مصر، وظل الدعم مستمرا حتى الآن وكذلك من خلال حجم الاستثمار.
محافل دولية
حاولت إدارة الرئيس الأمريكى الأسبق باراك أوباما، عزل ومعاقبة مصر دوليًا، إلا أن السعودية والإمارات أكدتا أن الحفاظ على مصر واستقرارها وهويتها العربية أهم على الرغم من تقدير العلاقات مع الولايات المتحدة، وقام سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولى للإمارات، بعمل جولات عربية شديدة الأهمية لأوروبا وأمريكا وكذلك الراحل وزير الخارجية السعودى سعود الفيصل لدعم موقف مصر ورفع أى محاولات لفرض عقوبات وتصحيح الصورة.
روابط تاريخية
وما يؤكد ذلك الموقف والدعم أيضًا كلمة مشتركة لخادم الحرمين الشريفين الراحل الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وولى عهده آنذاك الأمير سلمان بن عبدالعزيز، والتى قال فيها أن «السعودية لن تسمح بأن يخرج فيها من يمتطى أو ينتمى إلى أحزاب ما أنزل الله بها من سلطان، ليستغل الدين لباساً يتوارى خلفه المتطرفون والعابثون والطامحون لمصالحهم الخاصة» فى إشارة للأحزاب السياسية التى تتاجر بالدين، فتاريخيًا فإن المملكة العربية السعودية تجمعها بمصر روابط تاريخية كبرى لا يمكن إنكارها.
اقرأ ايضا | في 3 يوليو وهكذا استقبل النجوم البيان