حكم عمل خاتمة للمتوفى.. البحوث الإسلامية توضح الرأي الراجح بين الفقهاء
حكم عمل خاتمة للمتوفي .. اعتاد كثير من المسلمين الاجتماع على قراءة القرآن الكريم وذهب ثوابه الميت ويطلقون عليها مصطلح " خاتمة للمتوفي " وهي مشتقة من كلمة ختم المصحف ، وقد اختلف الفقهاء حول أصل إهداء ثواب القراءة للمتوفي ، ولكن الراجح في هذا الخلاف أن الثواب يصل للميت .
وفي هذا الشأن قالت لجنة الفتوى بمجمع البحوث الإسلامية قالت لجنة الفتوى بمجمع البحوث الإسلامية، في ردها على هذا السؤال، إن قراءة القرآن وجعل ثواب القراءة للميت جائز شرعا ويصل الثواب للميت وينتفع به .
و استدلت لجنة الفتوى بالأدلة الواردة في انتفاع الميت بعمل الحي في باب العبادات منها ما رواه الشيخان من حديث عبد الله بن عباس، أنه قال: كان الفضل بن عباس رديف رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجاءته امرأة من خثعم تستفتيه، فجعل الفضل ينظر إليها وتنظر إليه، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يصرف وجه الفضل إلى الشق الآخر، قالت: يا رسول الله، إن فريضة الله على عباده في الحج، أدركت أبي شيخا كبيرا لا يستطيع أن يثبت على الراحلة، أفحج عنه؟ قال: «نعم» ومنها ما رواه أبوداود من ابن عباس – رضي الله عنهما: أن رجلا قال: يا رسول الله إن أمه توفيت، أفينفعها إن تصدقت عنها؟ قال: "نعم" ".
ومنها: ما رواه أبو داود من حديث عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، «أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم -قال لعمرو بن العاص: «إنه لو كان مسلما فأعتقتم عنه أو تصدقتم عنه أو حججتم عنه بلغه ذلك» . ومنها: ما رواه ابن ماجة من حديث ابن بريدة عن أبيه، قال: جاءت امرأة إلى النبي -صلى الله عليه وسلم -فقالت: يا رسول الله، إن أمي ماتت وعليها صوم، أفأصوم عنها؟ قال: "نعم".
وقال ابن القيم رحمه الله: ( وأما قراءة القرآن وإهداؤها له تطوعًا بغير أجرة فهذا يصل إليه كما يصل ثواب الصوم ) الروح (ص: 142)
الخلاصة : لا بأس بقراءة القرآن خالصًا لوجه الله بغير أجر , ووهب ثوابها للميت ويصله الثواب – بفضل الله تعالى - وهو مذهب جماهير أهل العلم من الحنفية والحنابلة ومتأخري المالكية واختيار الإمام النووي- رحمه الله - قال الشيخ الدردير – رحمه الله - :" الْمُتَأَخِّرُونُ عَلَى أَنَّهُ لَا بَأْسَ بِقِرَاءَةِ الْقُرْآنِ وَالذِّكْرِ وَجَعْلِ ثَوَابِهِ لِلْمَيِّتِ وَيَحْصُلُ لَهُ الْأَجْرُ إنْ شَاءَ اللَّهُ".
وتجدر الإشارة إلي أن الإنسان إذا قرأ القرآن لابد أن يصحح النية في قراءته بأن يكون خالصًا لوجه الله -تعالى - لا يبتغي بقراءته للقرآن أجرًا ماديًا أو غيره من الأمور الدنيوية، و أن يقرأ القرآن بخشوع و تدبر.