غضب واسع بسبب رفض "حقوق الإنسان" فتح ملف جرائم الصين ضد الإيجور
أثار قرار المجلس الدولي لحقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة برفض طرح ملف "الجرائم المحتملة ضد حقوق الإنسان" في تعامل الصين مع الأقلية المسلمة في إقليم شينجيانج المعروفة باسم الإيجور، للمناقشة غضبًا واسعًا في الولايات المتحدة والدول الغربية، التي تعرضت لهزيمة كبيرة في هذه المعركة.
وفي تحليل نشره موقع معهد جيتستون الأمريكي للأبحاث، قال المحلل الاستراتيجي الأمريكي لورانس فرانكلين: إن قرار المجلس الدولي لحقوق الإنسان حفظ ماء وجه الحزب الشيوعي الحاكم في الصين الذي أنهى مؤتمره الوطني الذي يعقد كل 5 سنوات قبل أيام، وكشف عن مدى تزايد النفوذ الصيني على الصعيد الدولي.
ويمثل رفض أعضاء المجلس لمقترح طرح القضية للنقاش، بأغلبية 19 عضوًا مقابل 17 عضوًا وامتناع 11 عضوًا عن التصويت هزيمة للمفوضة السامية لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة ميشيل باشيليت، التي أصدرت في أغسطس الماضي تقرير إدانة للمعاملة غير الإنسانية من جانب الصين لمسلمي الإيجور في شينجيانج.
فضح الانتهاكات المروعة
ويقول لورانس فرانكلين الذي ترأس قسم إيران في وزارة الدفاع الأمريكية في عهد الوزير الأسبق دونالد رامسفيلد في إدارة الرئيس الأسبق جورج بوش الابن: إن الأمر المهم بالنسبة للولايات المتحدة في الفشل في فضح الانتهاكات المروعة لحقوق الأقلية المسلمة في الصين، يتمثل في امتناع عدد من أكبر دول أمريكا اللاتينية الأعضاء في مجلس حقوق الإنسان عن التصويت، وهو ما يعكس تآكل النفوذ السياسي للولايات المتحدة في المنطقة التي تعتبر تقليديًا فناء خلفيًا لها.
كما أن نتيجة التصويت هي تزايد نفوذ الصين في أمريكا اللاتينية، التي شنت حملة ضارية ضد القرار، وصوتت هندوراس وباراغواي فقط لصالح القرار، في حين امتنعت الأرجنتين والبرازيل والمكسيك عن التصويت، وصوتت كوبا ونيكاراغوا وبوليفيا ضد القرار كما كان متوقعًا.
وفي أغسطس الماضي نشر مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان بالأمم المتحدة تقريرًا شاملًا ومفصلًا بشكل دقيق عن الانتهاكات الصينية لحقوق أقلية الإيجور المسلمة، واتهم التقرير الصين بارتكاب "جرائم ضد الإنسانية".
وعرض التقرير الأممي أنشطة جمع الأدلة على الانتهاكات مرتبة زمنيًا، واعتمد على مصادر ملموسة متنوعة، وتضمنت وسائل جمع الأدلة صور الأقمار الصناعية المتاحة على نطاق تجاري ومصادر المعلومات المفتوحة، والبيانات الرسمية الصادرة من الصين، والمصادر المستقلة مثل المنظمات غير الحكومية ومراكز الأبحاث ووسائل الإعلام وشهادات الضحايا.
وركز محققو الأمم المتحدة على معسكرات التأهيل المهني والتعليمي الصينية المنتشرة في إقليم شينجيانج والتي تقول السلطات الصينية إنها مراكز لتعليم أبناء الأقليات في الإقليم مهارات جديدة وتمكينهم من المشاركة بصورة أفضل في خطط الصين لتحديث الإقليم.
صورة قاتمة
ولكن تقرير المفوضية السامية لحقوق الإنسان يقدم صورة أشد قتامة لما يحدث في هذه المعسكرات، وكشفت المقابلات مع العشرات من النزلاء السابقين في هذه المعسكرات أنها محاطة بأسوار داخلية وخارجية مع وجود حراس مسلحين في أبراج المراقبة، ولديهم أوامر بإطلاق النار على أي شخص يحاول الهروب من المركز.
كما أنه لا يتم السماح لنزلاء المراكز بزيارة منازلهم ولا يعرفون المدة المقرر لبقائهم فيها، وقدر تقرير لمجلس العلاقات الخارجية الأمريكي عدد الأشخاص الذين أجبروا على دخول هذه المعسكرات بما بين 800 ألف ومليوني شخص من أبناء العرقية التركية وأغلبهم من الإيغور منذ عام 2017.