هل يتأثر استيراد القمح في مصر بسبب الأزمة الأوكرانية الروسية؟
يبدو أن الصراعات الجيوسياسية، لا تهدأ، فبعد الصراع الأمريكي الصيني، اشتدت نبرة الحرب بين روسيا أوكرانيا، وتعد روسيا وأوكرانيا من أهم البلدان على الساحة الزراعية، فهما يصدران محصول القمح والذي يعني الحياة للعالم كله، فالقمح يرتبط برغيف الخبز الذي يعتبره عامة الشعب خطا أحمر.
ووصلت نبرة الخوف إلى بعض الشعوب من ضمنها الشعب المصري، والذي يتهيأ له أن مخزون القمح مهدد بالخطر، ووفقا لما قاله خبراء ومسؤولون فإن القمح المصري في الحدود الآمنة والصراعات الخارجية لن تؤثر، فأرض توشكى البكر هي تربة صالحة لتصدير مصر القمح عالميا.
محصول القمح في الحدود الآمنة
قال الدكتور السيد القصير وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، إن محصول القمح يعد من أهم المحاصيل في مصر، وتولي البلاد اهتماما كبيرا بهذا الملف، خاصة أن كل شيء متعلق بالقمح.
وأكد وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، أن ملف الزراعة بشكل عام هو ملف هام جدا، وتعي الحكومة والرئيس السيسي أهمية هذا الملف، لذلك تم العمل على توسيع الرقعة الزراعية، واستصلاح الأراضي، مشيرا إلى أن مشروع توشكى والدلتا من المشروعات الهامة.
ولفت القصير، إلى أن موسم توريد المزارعين للقمح سيبدأ من أبريل المقبل، وسيكفي المخزون حتى 6 أشهر، لذلك فإن المخزون الاستراتيجي للقمح في مصر هو في الحدود الآمنة.
وأشار وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، إلى أن حجم محصول القمح الاستراتيجي هذا العام، تخطى 3.6 مليون فدان.
وأكد القصير أنه تم التوسع في عدد الأفدنة لزراعة القمح في مصر خلال السنوات الأخيرة، كما أن أساليب الزارعة الحديثة مثل الزراعة بنظام المصاطب، حافظ على المحصول، ورشد في استهلاك المياه، كما أن موسم الزارعة هذا العام كان جيدا بفضل الأساليب الجديدة.
ولفت الوزير، إلى الحصص التوعوية التي تم إعطائها للمزارعين بالتعاون مع جهات الوزارة المختلفة، للتوعية بطرق الزراعة الحديثة، لتقليل فساد المحاصيل والمحافظة عليها من التغيرات المناخية.
أزمة أوكرانيا وروسيا لن تؤثر على استيراد القمح
قال الدكتور محمد القرش معاون وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، والمتحدث باسم وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، لـ القاهرة 24 إن مصر لديها تنوع في الاستيراد كما أنها، لا تستورد محصول القمح من دولة واحدة، مؤكدا أن أزمة روسيا وأوكرانيا لن تؤثر سلبا على مخزون القمح في مصر.
وأكد متحدث الزراعة، أن مصر لديها اكتفاء ذاتي في العديد من المحاصيل من ضمنها محصول القمح، لافتا إلى خطوة التوسع في الرقعة الزراعية بمصر، وأساليب الزراعة الجديدة التي عملت على الحفاظ على المحاصيل.
استنباط سلالات جديدة من القمح
قال الدكتور رضا محمد، مدير معهد المحاصيل الحقلية بـالبحوث الزراعية، إن زراعة القمح في مصر في توسع مستمر كما أن البلاد تعمل منذ سنوات على توسع الرقعة الزراعية، واستنباط أساليب زراعة جديدة، مؤكدًا أن الزراعة بنظام المصاطب أثرت بشكل إيجابي على محصول القمح في مصر.
وأكد مدير معهد البحوث، أن المعهد لديه أقسام عديدة، تعمل جميعها على استنباط أصناف جديدة من الذرة والأرز والقمح وغيرها، مؤكدا أنه تم استنباط نحو 20 صنف قمح جديد، وبدأت زراعتها، مضيفا أن زراعة الأصناف المستنبطة تساعد في ترشيد استهلاك المياه كما أن جودتها عالية جديدة.
ولفت الدكتور رضا محمد، إلى أنه في خلال أسابيع سيتم تسجيل صنفين جديدين من سلالات الأرز المستنبطة، وأوضح أن البلاد لديها اكتفاء ذاتي من القمح.
مشروع توشكى هو الحل
قال المهندس أحمد جابر صيام الباحث الزراعي، ومؤسس مبادرة سطح أخضر، لــ القاهرة 24، إن منطقة توشكى تمتاز بأرضها البكر التي لم تستخدم فيها المبيدات أو الكيماويات من قبل مما يضمن إنتاج محاصيل زراعية آمنة مطابقة للمواصفات القياسية البيئية العالمية وهو ما يعني زيادة حجم الصادرات.
وأضاف صيام، أن توشكى تمتاز بمناخها الدافئ والجاف الذي يساعد علي سرعة نضج المحاصيل المزروعة قبل غيرها من الدول مما يهيئ الفرصة لرواج هذه المحاصيل عالميا.
وتابع الباحث الزراعي: يعد مشروع "توشكى" الذي تم افتتاحه منذ فترة، أكبر مشروع استصلاح زراعي في منطقة الشرق الأوسط، والذي تم تدشينه عام 1997، والذي يهدف لاستصلاح واستزراع حوالى 600 ألف فدان حول منخفضات توشكى، وذلك من خلال تخصيص الأراضي لمستثمرين ولشركات تابعة للدولة.
وأكد الباحث الزراعي، أن المشروع سيحقق نقلة غير مسبوقة لتغطية الاحتياجات اللازمة من المحاصيل الاستراتيجية كالقمح أحد أهم المحاصيل التي نسعى دائما لتحقيق الاكتفاء الذاتي منها، وبداية تم زراعة 30 ألف فدان قمح خلال أول 3 أشهر من بداية المرحلة الأولى، إضافة إلى إنهاء تجهيز نحو 100 ألف فدان قابلين للزراعة، وجارِ تجهيز 100 ألف فدان أخرى بنهاية العام الجاري.
وأكد جابر، أن الدولة تستهدف بهذا المشروع العملاق زراعة 2.5 مليون نخلة من النخيل العربي المتميز، وتخطط لمشروعات للإنتاج الحيواني والسمكي حول مناطق الزراعة في المشروع.