سر كلمات غريبة كانت سببًا في رجوع مريض سرطان من الموت 3 مرات
سر كلمات غريبة كانت سببًا في رجوع مريض سرطان من الموت 3 مرات... روح يا بني ربنا يرجعك من الموت بعد ما ياخدك.. دعوة واقعها مخيف على نفس من يسمعها، تخطف روحه للوهلة الأولى، خاصة إذا كانت موجهة إليه هو شخصيًا، لكن بعد التأمل في معناها، تجد أنها ساعدت في إنقاذ حياة عمر مهران عدة مرات، المصاب بمرض التصلب المتعدد، والذي ذهب إلى الموت وأحضر لثلاجة الموت، لكنه في كل مرة كان يعود إلى الحياة، وكأن استجابة تلك الدعوة تتجدد مع كل محنة يمر بها.
مرض التصلب المتعدد وبدء المعاناة
عمر مهران، البالغ من العمر 29 عاما، والمحاضر بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة، روى خلال حديثه لـ القاهرة 24، أنه محارب لمرض التصلب المتعدد، منذ نحو 3 سنوات، وأصيب بمرض السرطان أيضًا العام الماضي، مما أدى إلى زيادة أعبائه الصحية، ورغم ذلك كان حريصًا على أن يذهب مع مجموعة خاصة لزيارة مستشفى 57357، من أجل توزيع الهدايا وإدخال السرور على قلوب الأطفال المصابين بالسرطان.
عمر مهران
وعلى الرغم من بدء عمر رحلته مع العلاج الكيماوي، إلا أنه كان يوزع بنفسه الهدايا على الأطفال، وفي يومٍ ما أعطى سيدة جالسة بمفردها، يظهر على وجهها الإرهاق، لعبة لصغيرها الذي تنتظره في الساحة، ولكنها طلبت من المجموعة هدية أخرى لشقيقه الأصغر، إلا أنهم أصروا على أن يأخذ باقي الأطفال أولًا، ثم يعودوا إليها بهدية الأخ الصغير.
لاحظ عمر الحزن الذي اعترى وجه السيدة، فقرر أن يأتي إليها بمفرده ويمنحها لعبة أخرى، تلك اللحظة التي تحولت بها حياته، حيث ابتسمت السيدة والدموع تملأ عينيها، وقالت له: روح يابني زي ما جبرت بخاطري وخاطر ولادي اليتامى.. روح ربنا يرجعك من الموت بعد ما ياخدك.
أثارت الدعوة الفزع في نفس عمر، والتي لم يفهم معناها حينها، لكنها لم تختفِ عن باله، فبعد مرور أيام، كان لدى عمر جرعة العلاج الكيميائي، ودخل المستشفى وبمجرد أن بدأ في جرعته، تدهورت حالته الصحية في لمح البصر، ووُضع على جهاز التنفس الاصطناعي، وعلى الفور أبلغ الطاقم الطبي أهله كي يحضروا إلى المستشفى، ليأخذوا متعلقاته، في نبرة توحي بأن نهايته اقتربت والموت ينتظر على بابه.
عمر مهران
ربنا يتولاه.. انزل خلص إجراءات تلاجة الموتى عشان أخوك ميتبهدلش.. تلك العبارة التي قالها الطبيب لشقيق عمر، وقعت على قلبه مثل الحجر الذي تسبب في تفتيته، لم يتمالك دموعه، حينما رأى شقيقه توقفت جميع أجهزته الحيوية، وبدأ الأطباء في عمل الصدمات الكهربائية، ولم يملك سوى نظرة الوداع عليه خلف الزجاج المستطيل الذي يحول بينهما.
وجاء الخبر اليقين الذي كان يتوقعه الأطباء وأسرة عمر، وهو أنه انتقل إلى رحمة الله، ولا بد من الاستعداد لنقله إلى ثلاجة الموتى ومن ثم إتمام عملية الدفن المعروفة، إلا أنه دعوة السيدة صاحبة اللعبة كانت حاضرة ليصبح المستحيل ممكنا.
بشكل مفاجئ عادت أجهزة عمر تعمل من جديد، بل والقلب عاد ينبض معلنًا عودته للحياة، ليفيق عمر وهو في صدمة شديدة وحالة هستيرية، وينزع بيديه جهاز التنفس الاصطناعي، ويتحدث إلى الموجودين: هو أنا عايش لسه؟.
خرج عمر من المستشفى مع أسرته وهو سليم، لكنها لم تكن المرة الأولى التي يعود فيها إلى الحياة، بل حدثت له نفس الأزمة باختلاف التفاصيل مرتين أخريين، الأمر الذي أثار فضول الأطباء من حوله وظلوا يسألونه: ما السر الذي بينك وبين الله لإتمام إجراءات دفنك وبعدها تعود للحياة مرة أخرى.
لم يأتِ في ذهن عمر مهران سوى عبارة واحدة: دعوة روح يا بني زي ما جبرت بخاطري وخاطر ولادي اليتامى روح يا بني ربنا يرجعك من الموت بعد ما ياخدك.