أول رد من الأزهر الشريف بشأن دعوات العمرة بالإنابة
أول رد من الأزهر الشريف بشأن دعوات العمرة بالإنابة.. العمرة بالإنابة، أثارت دعوة أمير منير أحد صناع المحتوى عبر وسائل التواصل الاجتماعي عن العمرة "بالبدل" مقابل 4 آلاف جنيه، حالة من الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي بين المتخصصين، وهو ما دفع البعض للسؤال حول شرعية تلك الدعوة وموقف الشرع منها.
ونشر الداعية أمير منير فيديو عبر الصفحة الرسمية له بموقع "فيسبوك"، يدعو المواطنين لدفع 4 آلاف جنيه مقابل أداء شخص آخر لهم العمرة، حيث يتم السداد عن طريق تطبيق إلكتروني.
حكم الشرع في عمرة البدل
وأوضح الدكتور أحمد كريمة أستاذ الشريعة الإسلامية في جامعة الأزهر أن هذه الدعوة مخالفة للشريعة الإسلامية، خاصة أنه لا يوجد في الشريعة ما يسمى بعمرة البدل، وإنما يوجد ما يسمى بالنيابة في شعائر الحج والعمرة وذلك للعاجز تمامًا عن أداء الشعائر والمناسك، والدليل على ذلك أن امرأة جاءت إلى النبي - صلى الله عليه وسلم- فقالت إن أبي شيخا كبيرًا لا يثبت على الراحلة، أحج عنه فقال لها - صلى الله عليه وسلم - نعم".
وأشار إلى أن الرخصة في هذه الحالة إنما كان لعلة العجز الصحي البدني الكامل، وما عدا ذلك فلا يجوز الوكالة لأن الأمر في أداء العبادات والقربات أن تؤدى بالأصالة عن الإنسان، وذلك نجد أن العلماء منعوا النيابة في أداء الصلاة، أي أن الرخصة تجوز لكن بشروط خاصة في الصيام، لكن في الحج والعمرة فهذه البدعة لها مفاسد كثيرة، أخطرها صد الناس عن الذهاب إلي الشعائر والأماكن المقدسة، وقال الله تعالى "وليطوفوا بالبيت العتيق"، وقال الرسول - صلى الله عليه وسلم- "تابعوا بين الحج والعمرة فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد".
باب خلفي لجلب الأموال لجماعات التطرف
وأضاف "كريمة" في تصريحات خاصة لـ "فيتو" أن تلك الدعوة تنطوي على أخطار يجب أن ننبه إليها صناع القرار وهي من وجهة نظري وسيلة لجلب أموال لجماعات الإرهاب وذلك بعد توقف جمع التبرعات داخل المساجد، ولعل هذا يعيد إلى الذاكرة ما كانت تفعله جماعة الإخوان في وقت سابق بدعوة الناس إلى التبرع من أجل المستضعفين من المسلمين في الدول المختلفة ثم تذهب هذه الأموال إلى خزائن جماعة الإخوان، بجانب أن السفلية في الوقت الحاضر في موطن النشأة على المستوى الرسمي لا يوجد دعم لهم ولعل هذه الدعوة تكون من باب خلفي لجلب الأموال لتلك الجماعات.
خطورة ظاهرة مشايخ السوشيال ميديا
وتحدث "كريمة" عن خطورة ظاهرة مشايخ "السوشيال ميديا" وتجرأهم على الفتوى دون علم، مؤكدا أن النبي - صلى الله عليه وسلم- ورد عنه في البخاري ومسلم مخبرًا عن هؤلاء وأمثالهم "يخرج في آخر الزمان قوم أحداث الأسنان سفهاء الأحلام، يقولون من خير قول الناس، يقرءون القرآن لا يجاوز تراقيهم، يمرقون عن الإسلام كما يمرق السهم من الرمية"، ومن الغريب والعجيب أن نجد أن البعض يلبس غطاء للرأس ويمتهن الإفتاء على مدار اليوم، والملاحظ أن لا يوجد تخصص الشريعة أو الفقه الإسلامي عند الجماعات المتطرفة بشكل عام، فهؤلاء تغافلوا عن قوله تعالى:"وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَٰذَا حَلَالٌ وَهَٰذَا حَرَامٌ لِّتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ".
وتابع كريمة" ما هي المؤهلات الفكرية لمصطفى العدوي، وأبو إسحاق الحويني ومن على شاكلتهما من المراهقين والشباب ممن يحملون مؤهلات مدنية"، متسائلا:" هل هان علينا الإسلام لهذه الدرجة أن يخوض في الإفتاء الشرعي من غير المؤهلين"
واختتم "كريمة" قائلا: "لي عتاب على الجماهير لماذا لا نطبق قول الله تعالى "فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ" فأهل الذكر هم هيئة كبار العلماء في الأزهر الشريف ودار الإفتاء المصرية وأستاذة الشريعة الإسلامية في الأزهر الشريف وكليات الحقوق، ولى عتاب للمؤسسات المعنية في الدولة وأقول لهم "متى يتم تفعيل تجريم الإفتاء في وسائل الإعلام وغيرها من غير المتخصصين".